بعدما سلّمت الحكومة اللبنانية بأن مراكز الإيواء التي فتحت أبوابها في المناطق الآمنة لن تستطيع أن تؤوي العدد الهائل من النازحين، بدأت بالبحث عن بدائل لاستيعاب أزمة النزوح قبل موسم الشتاء.
الحل البديهي الذي طرح على مواقع التواصل الاجتماعي منذ اليوم الأول للنزوح، وتبنّاه مجلس الوزراء، هو تركيب منازل جاهزة في الباحات العامة. إذ صرح منسق لجنة الطوارئ وزير البيئة ناصر ياسين أن “الحكومة تدرس إقامة بيوت جاهزة لإيواء النازحين في أراضٍ عامة بالتعاون مع جهات مانحة، بينها دول عربية”.
مر على كلام ياسين أكثر من أسبوعين، ولم تُشيد هذه المنازل. ألا يزال المشروع قيد الدرس؟ ولماذا لم يُنفذ بعد؟
محافظ بيروت مروان عبود يؤكد لـ”النهار” أن لا جديد في هذا المجال، ويقول: “حتى الآن لم يتواصل أحد معنا في هذا الخصوص، ولم يؤمن التمويل لهذا المشروع بعد، كما لم تحصَ أراضي الملك العام في بيروت التي يفترض أن تشيّد عليها المنازل”.
على الرغم من أن توافر الأراضي والتمويل ليس مؤكداً، يُطرح السؤال: هل هذه البيوت مجدية لحل مشكلة النازحين قبل السير بالمشروع الضخم؟
في سياق متصل، يرى المهندس المعماري عبد المنعم خليفة أن هذه البيوت تنفع صيفاً وشتاءً، وهي صالحة للسكن في كل الأوقات، “شرط أن تستخدم الألواح العازلة لتصنيعها”. ويضيف: “إذا كانت مساحة البيت صغيرة، كناية عن غرفة ومطبخ صغير ومرحاض، فهي ليست في حاجة إلى تجهيز الأرض بأي أساس، بل المطلوب فقط أرض ثابتة وبنى تحتية كالصرف الصحي وخط المياه وخط الكهرباء”.
وعن تكلفة هذه البيوت يجيب: “يراوح سعر تجهيز بيت مع حمام بين 3000 و4000 دولار، من دون تفاصيل الديكور طبعا”.
ويميّز بين الألواح العازلة للحرارة المصنعة في لبنان وتلك المستوردة من تركيا، قائلاً: “غالبية الألواح التي تُصنع في لبنان لم تنجح، لأن مصنعيها يريدون المنافسة في السوق بأسعار منخفضة”، داعيا إلى إعفاء هذه الألواح من الرسوم الجمركية ورسوم الـضريبة على القيمة المضافة، لتنخفض تلقائيا كلفة الإنشاء.
في عملية حسابية بسيطة، يمكن الاستنتاج أن إيواء 1000 عائلة فقط في هذه البيوت سيكلف بالحد الأدنى 3 ملايين دولار. فمن هي الجهة المستعدة للدفع؟
