350 مليون دولار حصيلة غير نهائية للأضرار جنوباً… من يدفع التكاليف؟

الجنوب ضد إسرائيل ربطاً بأحداث غزة، وأهالي قرى وبلدات الشريط الحدودي يتلقون الضربة تلو الأخرى من اسرائيل، ولم يسلم منها الحجر ولا البشر.

وبسبب الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة، يصعب إحصاء الأضرار التي تكبّدها الجنوب، إلا ان قيمة الخسائر الاجمالية بلغت حتى الساعة نحو 350 مليون دولار في الجنوب، ومليار و600 مليون دولار في لبنان.

وتقدّر إحصاءات مجلس الجنوب الأضرار في القرى الجنوبية، التي لحقت بالمباني والمؤسسات بأكثر من مليار دولار. كما قدّر مجلس الجنوب الأضرار التي لحقت بمرافق البنية التحتية من مياه وكهرباء وصحة وخدمات أساسية وطرق، بنحو 500 مليون دولار. ناهيك عن الخسائر التي لحقت بالمزروعات والدواجن والمواشي جراء قصف اسرائيل المنطقة بالقذائف الفوسفورية، مما تسبب بحرائق هائلة قضت على الأخضر واليابس.

وبحسب الاحصاءات الأخيرة لـ”الدولية للمعلومات” فإن “عدد المنازل التي دمّرت بالكامل يبلغ نحو 2000 منزل، و1700 منزل تهدّم بصورة جزئية و8000 منزل تعرّض لتصدعات وأضرار طفيفة، أمّا عدد المؤسسات الاقتصادية والمحال التجارية فيبلغ حوالي 300 منشأة، منها صناعية. إلا ان هذه الحصيلة ليست نهائية، لأنها تتغيّر بشكل يومي”، بحسب ما يؤكد الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين لـ”المركزية”.

ويشير شمس الدين الى ان “عدد الضحايا بلغ حتى الساعة 455 لبنانياً، موزعين بين 336 لحزب الله، و71 مدنياً، و18 لحركة “أمل”، و10 للهيئات الصحية التابعة لحزب الله، 3 كشافة الرسالة، 5 الجماعة الاسلامية، 7 مسعفين تابعين لمركز الطوارئ في “الهبارية”، 3 إعلاميين، شهيد من الجيش اللبناني، وعنصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي”.

ويبلغ عدد النازحين من الجنوب، بحسب شمس الدين، 90500 مواطن. لكن حجم الاضرار ما زال غير محدد بشكل دقيق، لأن المسح النهائي لم يحصل بعد وكل ما يعطى من أرقام يدخل في إطار التقديرات. هذه هي الارقام الرسمية، اما ما تبقى فنعمل على إحصائها”.

وعن التعويضات عن كل هذه الخسائر، يجيب: “بالطبع لن تتمكن الدولة من التعويض، خاصة وان الاضرار أصبحت في حدود الـ350 مليون دولار. البعض أثار ضجة حول قرار مجلس الوزراء صرف مبلغ 93 ألف مليار و600 مليون ليرة لبنانية لبعض ورثة الشهداء نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية بعد 7/10/2023 بناء لجدول مرفوع من قبل مجلس الجنوب (مليار و800 مليون ليرة لنحو 53 من ذوي الشهداء)، لكن بعد ان تنتهي الحرب، ستكون هناك تسوية واتفاق عمّن سيعيد إعمار ما تهدّم. ربما ايران، او قطر، او الولايات المتحدة، مَن يعلم، فمن ضمن شروط وقف إطلاق النار يدخل البحث في موضوع من سيتولى إعادة الإعمار أو مَن سيدفع التكاليف. مبكر اليوم الحديث عن الأمر لأن الحرب ما زالت قائمة،وعندما تنتهي، فإن من شروط الصفقة او التسوية الشاملة ان تتضمن تحديد من يتولى عملية الإعمار”.

ماذا عن الاموال التي رصدتها الحكومة؟ يجيب: “المبالغ التي رُصِدت لا تكفي. الـ300 مليار لا تساوي كلفة إنشاء منزلين اثنين مما دمرته القوات الإسرائيلية في الجنوب. الدولة غير قادرة، جلّ ما تقوم به أنها تدفع للنازحين إعانات وتقدّم لهم مساعدات عينية لكن الإعمار مشروع آخر، مبكر الحديث عنه”.

 

مصدرالمركزية - يولا هاشم
المادة السابقةالذكاء الاصطناعي يؤدي لخسارة وظائف بين المهن المؤهلة
المقالة القادمةحوافز اقتصادية في صلب اتفاق الهدنة! هل يفلح هوكشتاين؟