يتفق معظم الخبراء على أن القدرة على الاستجابة السريعة لتغيّرات السوق والتحديات الجديدة هي مفتاح البقاء والنجاح في عالم الأعمال اليوم. تسلط بعض الشركات، بما في ذلك شركة ميتا (فيسبوك سابقًا)، الضوء على قدرتها التنافسية والعمل على حل المشكلات بشكل عاجل، بدلًا من التسبب فيها.
على سبيل المثال، يُنظر إلى التباطؤ في الاستجابة للمشاكل الداخلية والتكنولوجيا الجديدة على نطاق واسع على أنه السبب في زوال بلوك باستر (Blockbuster) وماي سبيس (MySpace) وعدد كبير من الشركات الأخرى التي لم نعد نراها في السوق.
وهنا نسلط الضوء على كتاب يحوي كافة التفاصيل الهامة والأولويات وهو بعنوان «تحرك بسرعة وأصلح الأمور: دليل القائد الناجح لحل المشكلات الصعبة»، بقلم فرانسيس فراي وآن موريس.
يستحضر المؤلفان مزيجاً ممتازاً من المؤهلات الأكاديمية من جامعة هارفارد، بالإضافة إلى خبرة حقيقية في ريادة الأعمال والقيادة الميدانية بنصائحهم الخمس التي ستتم إعادة صياغتها في هذا التقرير. ما هي مفاتيح المبادرة لإصلاح الأمور في عالم الشركات اليوم؟
1 – حدّد المشكلة الحقيقية التي تعيق الشركة
– في كثير من الأحيان، يتغافل الناس عن علاج القضايا الجذرية، ويركزون بدلاً من ذلك على الأعراض السطحية التي تخفي ما يحدث بالفعل. لذا يكمن الحل في طرح الأسئلة الصعبة، وجمع بيانات جديدة، والاستماع إلى أفضل من يحل المشكلات.أيضًا التركيز على المشكلة ذات الأولوية القصوى، ووضع خطة لإصلاحها في أسرع وقت ممكن.
ووفقًا للكتاب، عادة ما يستغرق الأمر خمسة أسئلة للوصول إلى السبب الجذري الحقيقي. وبغض النظر عن مقدار المعلومات المتوفر عن الموقف، ستفاجأ بالرؤى المُضافة التي يمكن استجلاؤها من خلال طرح الأسئلة على فريق العمل والاستماع إلى رؤاهم.
2 – عزز الثقة بنفسك وبعملك
يتطلب تعزيز الثقة إظهار التعاطف من جانبك للتعرف الى أعضاء الفريق المحبطين والعملاء المتضررين، وطمأنتهم من أي عواقب سلبية قد تحول دون ذكر الأسباب الجذرية. احتفِ بكل خطوة يتم إحرازها، وسلط الضوء على التعلم الذي يأتي مع كل تجربة.
يتطلب تعزيز الثقة أيضا الحفاظ على حالة من الاستقرار، حتى في مواجهة المشاكل الصعبة، وتجنب أي نمط من عدم الاتساق والتقلّب في القرارات.
3 – خلق ثقافة تحقق الإزدهار للجميع
من الأهمية بمكان تعزيز ثقافة وجهات النظر والشمولية واسعة النطاق، مما يؤدي إلى أداء أفضل وخطة تغيير أفضل. وأيضاً بناء فريق من الأصدقاء والزملاء يمكنهم البقاء على اتصال على الرغم من حالة عدم الأمان. ولعل إحدى الطرق الرئيسية لإعداد فريق العمل لنوع الثقافة التي يمكن للجميع أن يزدهروا فيها هي من خلال توفير التدريب المناسب ودعم الموظفين وتزويدهم بإمكانية الوصول إلى الموارد التي تعزز تعلمهم تحسباً للمتطلبات المستقبلية.
4 – إيصال رسالة مقنعة كقائد
يتطلب حل المشكلات الصعبة وإحداث التغيير أن يفهم الناس رؤية قائدهم وهدفه. بصفتك مدير أو قائد فريق، لا بُد أنك شعرت بالإحباط من سماع تعليقات من قبيل «أتمنى لو أخبرني شخص ما بهذا الأمر من قبل» أو «لم أكن أعرف أنك تريد ذلك». ولسوء الحظ، فإن التعليقات التي لا تسمعها هي التي تسبب لك أكبر قدر من الضرر.
لذا قم ببناء قصة يمكنهم فهمها، ورواية تلك القصة مراراً وتكراراً، لجعلها مؤثرة. وأيضاً إنشاء خارطة طريق صارمة ومتفائلة للتغيير والمضي قدماً.
5 – تمكين الفريق وتذليل جميع العقبات في طريقه
تتطلب القيادة الفعّالة القدرة على حل المشكلات وتمكين الفريق من اتخاذ قراراته الخاصة وتنفيذها بسرعة. وقد يتطلب ذلك إلغاء الاجتماعات غير الضرورية، وتوفير فرص تدريب منتظمة، ومواكبة أحدث الأدوات والتقنيات. ومع الارتفاع المفاجئ في عدد العاملين عن بُعد بسبب الجائحة، من الأهمية بمكان دمج واستخدام البرمجيات وتقنيات الاتصال الجديدة بشكل فعّال، لتمكين الفريق ومشاركته في معالجة أصعب المشاكل بسرعة وفعالية.
مع هذه التفويضات، يجب أن تتمكن أنت وفريقك من إيجاد الحلول والتعامل مع تحديات العمل بسرعة وتفاؤل، وحتى الاستمتاع بميزة تنافسية على طول الطريق. الأمر متروك لك كقائد لتكون قدوة وتخلق الزخم اللازم للبقاء والازدهار في هذا العالم الفوضوي. (موقع Inc وأرقام)