تحت عنوان «البوصلة الجديدة»، تنعقد النسخة السابعة من منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» بين 24 و26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في الرياض، بمشاركة وحضور قادة العالم وكبرى الشركات الصناعية والمستثمرين والمبتكرين وصانعي السياسات.
أكثر من 5 آلاف شخص من 90 دولة سجلوا لحضور المنتدى الذي سيتخطى عدد المتحدثين فيه 500، في حين لم يؤثر الصراع الدائر بين الإسرائيليين وحركة «حماس» على مجريات التحضيرات للمنتدى، حيث انسحبت منه جامعة ستانفورد فقط، التي كانت توفد أساتذة لها للمشاركة، وشركة واحدة، أبدى رئيسها التنفيذي إصراره على المجيء، رغم منع شركته موظفيها من المجيء إلى المنطقة بسبب الاشتباكات بين الإسرائيليين وحركة «حماس» في غزة.
يقول الرئيس التنفيذي للمؤسسة، ريتشارد أتياس، إن منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار «يسير كما هو مخطط له».
ويضيف في مؤتمر صحافي افتراضي قبل أيام على انعقاد هذا الحدث الدولي: «إن الأخبار عن الصراع في الشرق الأوسط مروعة، وتوضح سبب أهمية أن يجتمع القادة وصانعو السياسات لمعالجة المشكلات العالمية التي تواجه البشرية».
وفي ردّ على سؤال «الشرق الأوسط» حول مدى انعكاس ما يحصل راهناً على ثقة المستثمر وإمكان أن يحوّل استثماراته عن المنطقة إلى مكان آخر، أجاب أتياس: «ستكون إجابتي قصيرة، وهي لا. لماذا أقول ذلك؟ لأن المستثمرين يبحثون دائماً عن استثمارات طويلة الأجل لمدة 5 و10 سنوات، وأحياناً 15 عاماً. المنطقة لديها إمكانات هائلة، وهي المكان المناسب اليوم في العالم… هذا هو الشرق الأوسط الجديد».
وأضاف: «قضيت بضع سنوات في حياتي في الصين وشهدت التحول الضخم فيها. لكن ما أراه في المملكة العربية السعودية أو في دول مجلس التعاون الخليجي مثير للإعجاب للغاية. هذا هو السبب في أننا نرى كثيراً من اهتمام وشهية المستثمرين القادمين من جميع أنحاء العالم، لأن الرياض هي المحور الجديد».
وأشار أتياس إلى المشاريع العملاقة التي يجري تنفيذها في المملكة مثل «نيوم» و«البحر الأحمر»، وشركة «طيران الرياض» والمشاريع الكثيرة في مجال التعدين، التي تمثل فرصاً كبيرة للمستثمرين.
وشرح أن المنتدى في نسخته هذا العام «جاء تحت عنوان (البوصلة الجديدة)، بصفتها رمزاً، وهي مطلب أكثر من أي وقت مضى في وقتنا الحالي، إذ تعمل على التوجيه والإرشاد. ومن الضروري أن يجتمع مجتمع مؤسسة (مبادرة مستقبل الاستثمار) معاً لإعادة تصميم بوصلة جديدة، كونها أداة للملاحة والإلهام».
وكشف أتياس أن أكثر من 250 من صنّاع القرار الصينيين سيأتون إلى الرياض، ليس من الشركات المملوكة للدولة فحسب، إنما من القطاع الخاص أيضاً، ولا سيما مجال صناعة التكنولوجيا.
وإلى الجلسات، سوف يستضيف المنتدى «المؤتمر العالمي لأسواق الكربون الجنوبية» بالتعاون مع «ستاندرد آند بورز». وسيناقش كبار قادة الصناعة من أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا سياسة تداول الانبعاثات استعداداً لقمة «كوب 28».
وسيناقش المتحدثون في المؤتمر التأثير الإيجابي لتجارة الكربون على تغير المناخ، وسيادة الائتمانات في الجنوب العالمي، ودور التمويل الإسلامي في تسريع تنمية السوق الخضراء.