الكثير من الناس لم يدركوا بعد مدى سرعة وعمق الثورة الرقمية الحالية، أو مدى سرعة اختفاء التقنيات القديمة، كما لا يدركون أن المستقبل يقترب بسرعة أكبر مما نعتقد، ففي الوقت الحالي؛ توجد جميع العناصر اللازمة لتغيير وجه التكنولوجيا، والمنتجات، والمؤسسات، وريادة الأعمال، تمامًا خلال الأعوام القليلة القادمة.
السعي إلى الابتكار لم يعد مجرد إنشاء أدوات أسرع وأصغر، خاصةً في ظل مواجهة المجتمع للعديد من التحديات ابتداءً من تغير المناخ، والمطالبة بالمساواة بين الجنسين، وانتهاءً إلى تداخل العديد من الصناعات والمجالات، لذلك يسعى جيل اليوم من قادة التكنولوجيا إلى تطوير مهاراتهم، ومحاولة إحداث تأثير أكبر في عالم يتسم بالتغير السريع.
فيما يلي 7 أشخاص يعيدون اختراع الطريقة التي تُنتج بها التكنولوجيا، ويغيرون طريقة تفاعل الناس معها:
1- جيف دين Jeff Dean:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
يَشغل جيف دين Jeff Dean منصب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في جوجل، وهو من أهم الشخصيات التي تُساعد في تحويل الذكاء الاصطناعي من خيال علمي إلى حقيقة ملموسة.
يُعد جيف دين واحدًا من أوائل الموظفين الذين تم تعيينهم في جوجل، حيث التحق بالشركة عام 1999، بعد حصوله على درجة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر، من جامعة واشنطن قبل ثلاث سنوات، ويعتبر من الشخصيات البارزة التي سَاهمت في نمو الشركة، حيث قام بتصميم وتنفيذ الكثير من تقنيات البنية التحتية للحوسبة الموزعة Distributed Computing، التي تدعم معظم منتجات جوجل.
صرح الرئيس التنفيذي لشركة جوجل؛ سوندار بيتشاي بأن: جوجل ستصبح شركة ذكاء اصطناعي في المقام الأول، وبصفة دين زميلًا قديمًا في مجموعة الأنظمة والبنية التحتية، لذلك يعتبر هو وفريقه أحد الأعمدة الضرورية لتحقيق ذلك.
وباعتباره رئيسًا لقسم الذكاء الاصطناعي يركز جيف وفريقه حاليًا على تطوير تقنيات التعرف على الكلام، والرؤية الحاسوبية Computer Vision، وفهم اللغات، والروبوتات، والرعاية الصحية.
خلال شهر فبراير الماضي صرح جيف قائلا: “إن الرعاية الصحية تثير اهتمامه بدرجة كبيرة، من حيث صلتها بفرص الذكاء الاصطناعي”.
يتم الآن بالفعل دمج الذكاء الاصطناعي في منتجات جوجل الشائعة، مثل: خيار الإنشاء الذكي في البريد الإلكتروني جيميل، والمساعد الصوتي المُضمن عبر عائلة منتجات الأجهزة من جوجل، وغير ذلك الكثير.
2- كاتي ديل Katie Dill:
تَشغل كاتي ديل Katie Dill منصب نائبة رئيس قسم التصميم في شركة Lyft، وتعمل على تشكيل تجربة المستهلكين مع تطبيقات العمل الحر Gig-economy Apps.
كاتي ديل لديها موهبة في فهم كيفية عمل الأشياء، وتخيل الكيفية التي يجب أن تعمل بها في الواقع، وهذه مهارة مهمة لأي شخص يصوغ التجربة التي يمر بها المستخدمون كل يوم مع الخدمات الحيوية، مثل: خدمات النقل التشاركي.
قبل انضمامها إلى شركة Lyft خلال شهر أكتوبر الماضي، كانت كاتي تشغل منصب مديرة تصميم تجربة العملاء في Airbnb لمدة أربع سنوات.
تقول كاتي: “إن أمر تصميم المنتجات لا ينتهي عندما تنظر إلى تصميمك على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وتقول: إنه رائع! حيث هناك من يعتمد على هذا التصميم لأداء العديد من المهام، وهو العميل الذي يجب علينا فهم ما يحتاج إليه، وتحسين تجربته مع المنتج باستمرار”.
3- تريستان هاريس Tristan Harris:
تريستان هاريس Tristan Harris هو مؤسس ومدير مركز التكنولوجيا الإنسانية Center for Humane Technology، الذي تتمثل مهمته في تقليل الأضرار الناتجة عن منصات التكنولوجيا، وإعادة النظر في التكنولوجيا؛ لتتناسب مع الجانب الإنساني للبشر.
حصل تريستان على درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر من جامعة ستانفورد، ثم شارك في تأسيس شركة Apture في عام 2007، ثم عمل في شركتي آبل وجوجل، ولكن في عام 2013 أثناء عمله في جوجل، بدأ يشعر وكأن صناعة التكنولوجيا قد خرجت عن مسارها؛ لأنها بدلاً من أن تعمل على تطوير منتجات إبداعية جديدة، أصبحت تركز بشكل متزايد على جذب انتباه مستخدميها، وحثهم على قضاء وقت أكبر في استخدامها، ووجد أن الطريقة التي تتعامل بها الأدوات التقنية مع العقل البشري قد أصبحت تشكل تهديدًا وجوديًا للبشر، كما أنه لا يوجد من يقول أو يَفعل أي شيء حيال ذلك.
فدفعه ذلك إلى تصميم عرض تقديمي مكون من 141 شريحة حول الطرق التي تتعامل بها شركات التكنولوجيا مع المستخدمين، وحث جوجل بوجه خاص على العمل لتقليل مثل هذه الأضرار.
استغرق الأمر بعض الوقت، كما اضطر هاريس إلى ترك جوجل لتكوين فريق مع مجموعة من الشخصيات البارزة في عالم التكنولوجيا؛ للترويج لهدفه، وتعاون المركز الذي أنشأه مع مؤسسات كبيرة، مثل: Common Sense Media للتخطيط، وعمل حملات في المدارس في جميع أنحاء البلاد؛ لتثقيف أولياء الأمور والطلاب، وحتى الأطفال حول مخاطر إدمان التكنولوجيا.
مع تزايد الضغط على شركات التكنولوجيا لمعالجة المشكلات المتعلقة بأدواتها وأجهزتها، قدمت جوجل وآبل وفيسبوك خلال العام الماضي أدوات يمكنها مراقبة الوقت الذي يقضيه المستخدمون على الهواتف الذكية والتطبيقات؛ للمساعدة في تقليل هذا الوقت.
4- ليزا جاكسون Lisa Jackson:
تَشغل ليزا منصب نائبة الرئيس لشؤون البيئة والمبادرات الاجتماعية في شركة آبل منذ عام 2013، وتحاول أن تُثبت للعالم أن نجاح الشركات، والالتزام بالمسؤولية البيئية؛ لا يتعارضان.
تُشرف ليزا على جهود آبل لتقليل تأثيرها على البيئة إلى الحد الأدنى من خلال معالجة تغير المناخ، وكفاءة استخدام الطاقة، وتقليل الحاجة إلى استخراج مواد جديدة من الأرض لتصنيع المنتجات، وكذلك استخدام مواد صديقة للبيئة، وابتكار طرق جديدة؛ للحفاظ على الموارد الثمينة. وقد حققت آبل بالفعل تقدمًا على هذه الجبهة بفضل الجهود التي بذلتها ليزا.
5- هوي ليو Howie Liu:
هوي ليو Howie Liu، وأندرو أوفستاد Andrew Ofstad، وإيميت نيكولاس Emmett Nicholas، هم مؤسسو منصة Airtable، والتي يهدفون من خلالها للسماح لأي شخص ببناء تطبيق، حتى لو لم يتعلم البرمجة.
التقى هوي ليو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Airtable مع شركائه – أندرو أوفستاد، الذي يَشغل حاليًا منصب كبير مسؤولي منتجات Airtable، وإيميت نيكولاس كبير مسؤولي التكنولوجيا – لأول مرة في جامعة ديوك الأمريكية، ثم انتقل الثلاثة إلى وادي السيليكون، وعملوا في صناعة التكنولوجيا، ثم قاموا بتأسيس شركة Airtable.
تمكنت الشركة الناشئة Airtable من جذب جمهور كبير، ونجحت في جمع أكثر من 170 مليون دولار في شكل تمويل استثماري منذ تأسيسها عام 2015.
الفكرة الأساسية وراء Airtable هي أن التطبيقات أصبحت أساسية للمجتمع والأعمال التجارية، لذلك يجب أن يكون تطويرها سهلًا، وفي متناول الجميع، ولا يشترط أن تكون مطور برمجيات لتقوم بذلك.
6- توني ريد Toni Reid:
تَشغل توني ريد منصب نائبة رئيس أمازون لتجربة المستخدمين الخاصة بالمساعد الصوتي أليكسا وأجهزة Echo، وهي واحدة من أول 600 موظف عملوا في الشركة، وكانت شاهدة على كل التطور الذي حدث فيها بشكل مباشر.
توفر الحوسبة التي يتم التحكم فيها عن طريق الصوت طريقة جديدة للتفاعل مع الأجهزة، مما يسمح لها بالاندماج بشكل أكبر في حياتنا، ومنازلنا، ومركباتنا. وفي حين أن جوجل وآبل لديهما إصدارات لمساعدات صوتية خاصة بهما، إلا أن أمازون تعتبر أقوى في المنافسة بفضل الميزات التي تدعمها أليكسا، وأجهزة Echo، ويعود الفضل في ذلك إلى توني ريد.
7- ماسايوشي سون Masayoshi Son:
ماسايوشي سون هو رجل أعمال ياباني، وهو المؤسس والمدير التنفيذي الحالي لشركة سوفت بنك اليابانية، وتحت قيادته يوجد صندوق استثمار يحمل اسم: SoftBank’s Vision Fund، بقيمة 100 مليار دولار، يقوم بضخ العديد من الاستثمارات في مشاريع وادي السيليكون.
قامت SoftBank بضخ مجموعة هائلة ومتنوعة من الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والتجارة الإلكترونية، والنقل، والرعاية الصحية. وسمح الدعم المالي لشركات التكنولوجيا بالبقاء مملوكة للقطاع الخاص لفترات أطول، حيث إنه يوفر للشركات السيولة النقدية، والموارد اللازمة للتوسع.
لذلك يعتبر ماسايوشي من الشخصيات التي لها تأثير واضح في عالم التكنولوجيا، ويعتبر صندوق الاستثمار الذي يديره قويًا للغاية، حيث يعتقد البعض أنه بإمكانه أن يحدد الشركات الناشئة التي تنجح في الأسواق التنافسية، مثل: شركات خدمات النقل التشاركي، والتجارة الإلكترونية، وتسليم الأغذية، والذكاء الاصطناعي.
من بين أكبر استثمارات سوفت بنك استثماراتها في شركة أوبر Uber، التي تستعد للاكتتاب العام في البورصة خلال الأسابيع المقبلة. كما قامت سوفت بنك بضخ ما مجموعه 10.5 مليارات دولار في WeWork ، والتي تقدر قيمتها بحوالي 47 مليار دولار.