70% نسبة ارتفاع استيراد الألمنيوم

ارتفعت في الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية، بنسبة 70%، الكميّات المستوردة من معدن الألمنيوم مقارنةً بمعدّل الاستيراد في الفترة نفسها من السنوات الأربع الأخيرة. إذ تعدّ صناعة الألمنيوم أحد المواد الأولية الأساسية في عملية الترميم، وإزالة آثار الحرب الأخيرة على لبنان.

فمصنوعات الألمنيوم تدخل في عدد من «عمليات التشطيب»، أو الترميم الخفيف في المنازل المتضرّرة، مثل النوافذ والشرفات وفي المطابخ وغيرها. ومع حجم الضرر الكبير الذي لحق بالكثير من المنازل في لبنان، برزت الحاجة الكبيرة إلى معدن الألمنيوم بعد الحرب، وهو ما ظهر أيضاً في أرقام استيراد الألمنيوم.

وبحسب تقارير البنك الدولي، كان قطاع الإسكان الأكثر تضرراً في الحرب الماضية، إذ قدرت الخسائر والأضرار بنحو 4.58 مليارات دولار، مع تأثر أكثر من 162 ألف وحدة سكنية جزئياً أو كلياً. ويشكّل الألمنيوم عنصراً رئيسياً في أجزاء كثيرة من البنى المنزلية — مثل إطارات النوافذ، والأبواب، والشرفات، والواجهات الزجاجية، وهي العناصر الأكثر عرضة للضرر أثناء الحرب بسبب هشاشتها وتعرّضها المباشر للقذائف والاهتزازات والانفجارات.

بالتالي، معظم الأجزاء التي يشكّل الألمنيوم جزءاً منها تحتاج إلى تغيير كلّ أجزائها، وهو ما يُفسّر الحاجة الكبيرة إلى استيراد كميات من هذا المعدن في الفترة الماضية.

وقد أظهرت أرقام الجمارك هذا الأمر في الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية. إذ استورد لبنان 18 ألفاً و964 طناً من الألمنيوم في الفترة المذكورة، وبلغت قيمتها 80.3 مليون دولار. وهذه الكميات مرتفعة مقارنة باستيراد لبنان للألمنيوم، ولا سيّما في السنوات الأربع الماضية، والتي شهدت استيراداً معدّله 11 ألفاً و245 طناً في النصف الأول من كلّ سنة، بقيمة وسطية بلغت 53.1 مليون دولار، ما يعني أن هذه السنة شهدت ارتفاعاً في الاستيراد بنسبة 70% من ناحية الكمية المستوردة.

وبلغت تكلفة الطن الواحد في عام 2025 نحو 4234 دولاراً، وهو ما يمثّل انخفاضاً مقارنة بمعدّل السنوات الأربع الماضية، إذ بلغت كلفة الاستيراد الوسطية نحو 4700 دولار للطن الواحد، إلا أن هذا الرقم المرتفع مدفوع بأسعار سنة 2022 التي بلغت نحو 7140 دولاراً للطن الواحد بسبب ارتفاع مختلف أسعار السلع عالمياً نظراً إلى تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في شباط من عام 2022.

وتعود الزيادة في الاستيراد إلى الحاجة إلى استبدال الجزء الأكبر من الألمنيوم المتضرر بسبب الحرب. فعندما تتعرض الأجزاء المكونة من هذا المعدن إلى الضرر، تصعب صيانتها من دون استبدال كامل الإطار المعدني.

بسبب ليونة الألمنيوم مقارنةً بالحديد، وقابليته العالية للتشكيل، «ductility»، وهي أحد العناصر التي تسهم في جعله ممتازاً في الاستخدامات الصناعية، من السهل أن يتشوّه شكله بسبب الضغط الناجم عن الانفجارات، فضلاً عن صعوبة إعادته إلى شكله القديم بعد التشوه.

مصدرجريدة الأخبار
المادة السابقةوليم بطرس للمسؤولين: ضرورة إتخاذ الخطوات المناسبة لحماية مصنعات الدجاج المهددة بخطر وجودي
المقالة القادمةمجلس الإنماء والإعمار أمام القضاء: هدر مليار دولار على مشاريع صرف صحي خارج الخدمة