أكد حصاد صفقات معرض دبي للطيران في نسخة 2021 مدى اتساع الفجوة بين عملاقي هذه الصناعة، وكشف عن ملامح مستقبل جديد للقطاع، الذي يأمل في تجاوز عثرات الجائحة التي كبحت مساره لعدة أشهر.
وبعد أسبوع حافل من الصفقات والأعمال في فعاليات المعرض، التي أحدثت إيقاعا متسارعا بضمّها عروضا متنوعة شكلت فيه آفاق السفر الذكي والشحن الجوي مُحورا مهمّا، كانت المنافسة في طريق واحد لصالح عملاق صناعة الطيران الأوروبية أيرباص أمام منافستها الأميركية بوينغ.
وحققت الدورة السابعة عشرة من المعرض نموا في عدد الصفقات بنحو 31 في المئة قياسا بنسخة 2019، وذلك بالنظر إلى عدم انعقاد الحدث السنوي في العام الماضي بسبب أزمة كورونا.
وبلغ إجمالي الصفقات في القطاعين التجاري والعسكري قرابة 71.5 مليار دولار، وهو ما يعكس بحسب خبراء القطاع المكانة الرائدة للحدث السنوي الدولي على مستوى العالم بعد أن استقطب المئات من الشركات.
وحصلت شركات صناعة الطائرات العالمية على طلبيات أولية أو مؤكدة لأكثر من 500 طائرة في المعرض، وذلك بناء على مؤشرات التعافي من الجائحة العالمية التي قضت على أرباح القطاع.
وشملت صفقات الطلبيات المؤكدة ومذكرات التفاهم وخيارات الشراء نحو 490 طائرة تجارية، ونحو أربع طائرات عسكرية، وقرابة مئة طائرة عمودية.
وبدا أن أيرباص قد تخطت أزمة كوفيد – 19 مع حصولها على طلبيات واتفاقيات إعلان نوايا شراء لبيع 408 طائرات جديدة، متخطية بذلك طلبيات معرض باريس في 2019، في مقابل عقود لبيع 78 من طائرات بوينغ.
وتقدر قيمة صفقات أيرباص في المعرض بنحو 53 مليار دولار، فيما تقدر الطلبيات المؤكدة فقط لبوينغ، التي عرضت طائرة 777 إكس للمرة الأولى خارج الولايات المتحدة، نحو 11.4 مليار دولار.
وضرب المصنّع الأوروبي بقوة منذ اليوم الأول للمعرض من خلال طلب مؤكد لشراء 255 طائرة من طراز أي 321 ذات الممر الواحد، وهي طائرة يوفر مداها وسعتها للركاب مرونة تزيد جاذبيتها لدى شركات الطيران.
وقال الرئيس التنفيذي لأيرباص غيوم فوري في دبي “بدأت الآفاق تزدهر وبدأت شركات الطيران أيضا في التطلع إلى البعيد والاستعداد إلى ما بعد الأزمة”.
وفيما أنّه من المتوقع أن تتعافي حركة السفر العالمية، التي لا تزال عند نصف مستواها مقارنة بما كانت عليه في 2019، بين عامي 2023 و2025، فمن المفترض أن يرتفع الطلب على الطائرات الجديدة في العشرين عاما المقبلة.
وبشكل عام، سرق الشحن الجوي الأضواء بفضل الطفرة في هذا القطاع الذي تجاوز في سبتمبر الماضي مستوى ما قبل الأزمة بنسبة 9 في المئة.