تواصل أزمة المحروقات فصولها، لا بنزين متوفراً في منطقة النبطية ولا محطّة تعمل، ما يضطرّ المواطن للبحث ساعات وساعات بين النبطية وصيدا للحصول على بضعة ليترات، بما يشبه الذلّ الذي لم يعشه حتى في عزّ الحرب الأهلية وزمن الاحتلال.
لا بوادر حلحلة لأزمة البنزين على ما يبدو، والعتب على غياب الضغط الشعبي، التجّار يتحكّمون بالسوق، فكيف يُعقل أن تقفل المحطّات طيلة النهار بحجّة أنّ الشركات لم تسلّمها مادة البنزين، قبل أن تفتح بقدرة قادر مساء لساعة تفرج خلالها عن مخزونها المخبّأ، ثمّ تعاود رحلة اقفالها واذلالها للناس؟
مع ارتفاع صرخات الفقر والعوز من داخل المنازل في معظم القرى، الكل يسأل عن دور البلديات واتحادات البلديات، لماذا لم تتحرّك حتى الساعة؟ ما السرّ خلف تقاعسها في دعم الناس في هذه الظروف الصعبة؟ فالكلّ يعلم أن معظم المشاريع التنموية الصغيرة توقّفت، ويتركّز عمل البلدية في هذه الفترة على ادارة ازمة “كورونا” لا اكثر، غير أنه يسجل عليها غياب دعمها للناس لا سيما الفئة المتعفّفة عبر تخصيصها بحصص غذائية شهرية. وِفق سامية فإنها قصدت احدى البلديات لمساعدتها في مواجهة ظروفها الصعبة، فهي أم لأربعة اولاد اكبرهم في سنّ الخامسة عشرة، غير أنه تمّ صدّها بحجّة “ما في دعم، لأن لا باب في الموازنة لدعم الناس بشكل مباشر”، ما أثار حفيظتها “متى تساعدنا البلدية؟ حين نموت جوعاً؟ نحن على ابواب شهر رمضان، وكل شيء حولنا غالي الثمن، شو رح يصير فينا”؟
ويأسف أبو عيسى لـ”تخاذل معظم البلديات عن دعم أهلها وناسها، فالتجاذبات السياسية فعلت فعلها في دعم المتعفّفين من ابناء القرى، والكل يرمي الكرة على غيره، في حين يواجه المواطن أخطر أزمة في تاريخه، حتى في زمن الإقطاع لم يعش ظروفاً مماثلة”. ويؤكد أنّ “تراخي الناس في تعاطيهم مع الازمة دفع بتجّار الأزمة على كافة الصعد الى التحكّم بمصير الناس… كل ذلك والبلديات بمعظمها تقف بموقع المتفرّج على معاناتهم ولم تقم بمبادرات انسانية لملاقاتهم في منتصف الأزمة، ما زاد في فشلها فشلاً”.