9 توصيات لقمة قادة العشرين في حماية المناخ والبيئة

واصلت مجموعة العشرين برئاسة السعودية الدفع بموضوعات تغيّر المناخ وملفات البيئة، إذ اقترحت أخيرا تعزيز استراتيجية اقتصاد «الكربون الدائري» كنهج متكامل وشامل للانتقال نحو نظام طاقة أكثر شمولا ومرونة واستدامة وصديقا للمناخ والذي يوفر طريقة جديدة لمقاربة الأهداف المناخية التي تشمل جميع الخيارات، ويشجع كل الجهود المبذولة للتخفيف من تراكم الكربون في الغلاف الجوي.

وأفصحت لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة نورا منصوري رئيسة فريق «تغير المناخ والبيئة» التابع لمجموعة الفكر في مجموعة العشرين خلال اختتام أعمال اجتماعات الفريق أول أمس عن رفع 9 توصيات تمثل خلاصة رحلة مدتها عام كامل لتطوير 24 ملخصا للسياسة كتبها 164 مؤلفا ومتعاونا من 26 دولة من جميع أنحاء العالم حول قضايا تغير المناخ العالمي والقضايا البيئية الملحة التي تتطلب اتخاذ إجراءات من قبل حكومات مجموعة العشرين.

وأضافت منصوري «نبحث في 3 قضايا رئيسية تشمل اقتصاد الكربون الدائري واقتصاد الكربون الأزرق والعمل المناخي في الحزم الاقتصادية ما بعد (كورونا)، وتحقيق الهدف رقم 13 من أهداف التنمية المستدامة بشأن العمل المناخي، وهو يهدف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره»، مشيرة إلى أن اقتصاد الكربون الدائري هو نظام يتم فيه تقليل انبعاثات الكربون، مبينة أن إعادة استخدامها وإعادة تدويرها وإزالتها، سيساعد نظام الحلقة المغلقة، المستوحى من كيفية عمل الطبيعة، على استعادة توازن دورة الكربون.

ولفتت منصوري، إلى أهمية تحقيق هدف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، ناهيك، على حد وصفها، عن هدفها الطموح المتمثل في الحد من هذا الارتفاع إلى 1.5 درجة مئوية مع الحد الأدنى من الأصول العالقة، في غضون ذلك يتطلب الانتقال المنظم للطاقة إدراج جميع خيارات الطاقة مثل توسيع استخدام الطاقة المتجددة، ودعم الطاقة النووية، وتطوير الهيدروجين، وكذلك ضمان مشاركة الصناعات التي يصعب تخفيفها من خلال دعم تقنيات إدارة الكربون، والانتقال نحو دائرية الكربون وحياده.

وشددت منصوري على ضرورة أن ينظر إلى جائحة «كورونا»، كدرس في كيفية معالجة تغير المناخ بسرعة وبشكل تعاوني، مؤكدة على أهمية الجهود المنسقة لمجموعة العشرين وأنها ضرورية لتحقيق هذا الهدف، مع ضرورة ألا تعرقل حزم تحفيز التعافي الاقتصادي بعد الوباء الإجراءات المناخية، مع أهمية أن تستخدم إطار اقتصاد الكربون الدائري لمعالجة التحديات الاجتماعية والبيئية في نفس الوقت مع تحفيز الازدهار الاقتصادي من أجل مستقبل أكثر شمولاً واستدامة.

وبينت منصوري أن كل المقترحات والتوصيات التي خلص لها فريق «البيئة والمناخ»، تهدف إلى دعم تغير المناخ في مجموعة العشرين وصنع السياسات البيئية، وإبلاغ الجمهور بخيارات السياسة التي يمكن أن تستخدمها مجموعة العشرين لمواجهة تغير المناخ العالمي والتحديات البيئية، وتسهيل الدعوة للسياسات من خلال توصيات سياسية موضوعة بشكل عميق وقابلة للتنفيذ، للنهوض بجدول أعمال تغير المناخ والبيئة العالمي في هذه الأوقات غير المؤكدة والصعبة التي أعقبت فيروس «كورونا».

وزادت منصوري «هناك قدر كبير من المرونة في الطبيعة يمكننا التعلم منه. هذه العجائب الطبيعية هي كوكب الأرض… بيتنا المشترك، ومسؤوليتنا المشتركة. في علم البيئة، تُعرّف المرونة بأنها قدرة النظام البيئي على الاستجابة للاضطراب من خلال مقاومة الضرر والتعافي بسرعة. هناك الكثير الذي يمكننا تعلمه، لا سيما في مواجهة جائحة (كورونا) غير المسبوقة وعواقبها».

وقالت منصوري: «يمكن للطبيعة أن تشفي نفسها إذا سمحنا لها بذلك. هناك العديد من الأمثلة المذهلة لكيفية تمكن البيئة من التعافي أثناء الحجر في ظل الجائحة. اختفت التلوثات الصناعية فوق الصين. تم تقليل تلوث الهواء في 90 مدينة في الهند. ظهرت جبال الهيمالايا الرائعة الآن لأول مرة منذ 30 عاما. استعادت المرونة التطورية للتنوع البيولوجي الحياة».

وأوضحت أن المحيطات هي أكبر ضحايا تغير المناخ وأكبر عوامل التخفيف منه. بما في ذلك «الغابات المخفية» من المستنقعات المالحة وأشجار المنغروف ومروج الأعشاب البحرية وغابات عشب البحر، والتي تعمل كمصارف طبيعية للكربون، بالإضافة إلى الحوت الأحدب العملاق وقدرته على التقاط الكربون وإغراقه في قاع المحيط بعد موته.

وذكرت بأن التنوع البيولوجي هو أساس الحياة والتنمية المستدامة. توفر الطبيعة طعامنا ومياهنا وهواءنا، وهذا أثمن ما لدينا ونحتاج إلى الحفاظ عليه. ومع ذلك، من خلال زيادة التلوث، وكذلك التغيرات السريعة الضخمة، مثل النمو السكاني السريع، وتأثيرات تغير المناخ، إلى جانب الضغوط البيئية الأخرى البشرية، تزيد من حدة المشكلة، ما يخلق «حلقة مفرغة» تؤثر في النهاية على سبل عيشنا.

وقالت منصوري: «ربما تخلق البيئة المدمرة الظروف المثالية لظهور الأوبئة، ومن المفارقات أن معالجة تغير المناخ، وتنفيذ الاتفاقات الدولية وأهداف التنوع البيولوجي الجديدة لما بعد عام 2020 ربما يتأخر أو يتلاشى تماما… فلا بد من التذكير بأننا نحن لا نرث الأرض من أجدادنا، نحن نستعيرها من أبنائنا».

مصدرالشرق الأوسط - فتح الرحمن يوسف
المادة السابقة“فيسبوك” لن تقبل إعلان أي طرف فوزه بالإنتخابات الأميركية قبل النتيجة الرسمية
المقالة القادمةالأمم المتحدة وبريطانيا تدعوان لقمّة حول المناخ في 12 كانون الأول