تواجه بعض شركات الطيران العالمية صعوبات في سد الوظائف الشاغرة في ظل بروز تنافس على توظيف المبتدئين للخروج من الأزمة التي من المتوقع أن تؤخر تعافي قطاع السفر، في الوقت الذي تعترض شركات أخرى مشكلات أخرى تتجسد في ارتفاع عدد الموظفين الذين لا يحضرون إلى العمل. وبدأت شركات الطيران في تعيين الطيارين والمضيفات على مدار أكثر من عام بعد تقليصها للوظائف مع انهيار صناعة السفر بسبب الجائحة التي أدت إلى فرض الحكومات لقيود على التنقل وخاصة النقل الجوي.
ورغم ارتفاع الطلب على وكالات الأسفار، لكن ذلك يبقى أقل من تحدي الأكبر والمتمثل في الطلب على الأعمال منخفضة المهارات مثل مناولي الأمتعة والمسؤولين عن تزويد الطائرات بالوقود والموظفين المشرفين على خدمات التموين. ويقول الاتحاد الدولي لعمال النقل إن جميع شركات الطيران تكافح من أجل التوظيف، فقد كانت الخطوط الجوية بيئة جاذبة للعمل بسبب ارتفاع الرواتب وباقي منافع الوظيفة الجيدة، لكن اليوم هناك الكثير من الخيارات الأخرى.
ونسبت وكالة بلومبرغ إلى غاري كيلي، الرئيس التنفيذي لشركة ساوث ويست إيرلاينز قوله “نواجه منافسة كبيرة على عمّال العمليات الأرضية، وفي الحقيقة يمكننا توظيف واحد أو اثنين، لكن مع ذلك لا تستطيع الشركات النمو”.
ولكن ما لم تتوقعه شركة الطيران ارتفاع أعداد الموظفين الغائبين عن العمل لعدة أسباب، سواء كانوا مرضى من فايروس كورونا، أو للبقاء في المنزل بسبب الحجر الصحي، أو الاضطرار إلى مواصلة الدراسة في المنزل، أو اختيار عدم العودة من الإجازة الطوعية. وهذا الدافع سيؤدي إلى اضطرار الشركة إلى زيادة قوتها العاملة والتأخر في وصول أكثر من 99 ألف رحلة خلال موسم الصيف، لتسجل بذلك أسوأ عدد تأخيرات وثاني أسوأ نسبة مئوية للتأخير بين مجموعة من ثماني شركات طيران أميركية.
ويتزايد الضغط على الموظفين الحاليين في ساوث ويست وأميركان أيرلاينز، إذ يقول الطيارون والمضيفون إنهم يتعرضون لضغوط العمل الإضافي، وأحيانا يضطرون إلى العمل في أيام إجازتهم. وبالإضافة إلى ذلك فهم يواجهون نقصا في مساحة الفندق ووسائل النقل والوجبات في أثناء العمل ليلا، كما يشتكي فنيو الصيانة وعمال الخدمات الأرضية في المطار من ساعات العمل الزائدة بسبب تسارع زيادة جداول الرحلات.
تقدم شركات الطيران الأخرى ومن بينها يونايتد أيرلاينز هولدنغز مكافآت عند التوظيف في بعض المناطق، كما تعلن على وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة ونشرات الأخبار. وفي الوقت الذي تسعى فيه شركة دلتا أيرلاينز لتوظيف 5 آلاف عامل، تمكنت من توظيف 1300 وكيل حجز بعد الزيادة الكبيرة في أوقات انتظار العملاء على خدمة الهاتف.
وكثفت ساوث ويست للطيران من مساعيها لتوظيف 5200 موظف جديد بحلول نهاية نوفمبر الماضي، وعينت 1500 منهم بالفعل، فيما وضعت الشركة في وقت سابق برنامج حوافز للموظفين لتعزيز قدرتها على جذب المتقدمين للعمل، ورفعت الأجر الأولي إلى 15 دولارا في الساعة في مطلع الشهر الماضي.
وتسارعت وتيرة التغيير مقارنة بشهر فبراير الماضي بعد تزايد أعداد من جرى تلقيحهم وعودتهم للسفر من جديد بأعداد كبيرة، في الوقت الذي كانت تتوقع فيه شركات الطيران ارتفاع رحلات السفر في عطلة الربيع. وأظهرت بيانات نشرها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) الشهر الماضي مدى تضرر صناعة السفر العالمية من تداعيات الإغلاق رغم التفاؤل بعودتها إلى سالف نشاطها مع المضي قدما في حملات التطعيم. وذكر إياتا الذي يتخذ من باريس مقرا له في تقرير أن صافي الخسائر تجاوز نحو 126.4 مليار دولار بنهاية العام الماضي، فيما تراجع إجمالي إيرادات الركاب في الصناعة بنسبة 69 في المئة إلى 189 مليار دولار.