نموّ التجارة الخارجية الصينية يفوق التوقعات

سجلت صادرات الصين نموا بوتيرة أسرع من المتوقع في أغسطس الماضي بفضل طلب عالمي قوي ما أسهم في تخفيف بعض الضغط عن ثاني أكبر اقتصاد في العالم بينما يحاول تخطي العديد من المشكلات على عدة جبهات. وحقق العملاق الآسيوي تعافيا قويا من تداعيات فايروس كورونا، لكن الزخم الاقتصادي ضعف في الآونة الأخيرة، بسبب تفشي سلالة دلتا وارتفاع أسعار المواد الخام وتباطؤ نشاط المصانع وتشديد الإجراءات لكبح ارتفاع أسعار العقارات وحملة للحدّ من الانبعاثات الكربونية.

وأظهرت إحصائيات الجمارك الثلاثاء أن التجارة الخارجية للصين خلال الشهر الماضي نمت بأكثر من التوقعات، محققة زيادة إجمالية بلغت 28.8 في المئة على أساس سنوي. وزادت الشحنات من أكبر دولة مصدرة في العالم بنحو 25.6 في المئة في شهر أغسطس على أساس سنوي من حوالي 19.3 في المئة في يوليو، مما يشير إلى صمود القطاع الصناعي في الصين. وفاجأ الارتفاع القوي المحللين، الذين كانوا يتوقعون أن تتأثر التجارة الخارجية للصين بارتفاع تكاليف النقل والتأخير في الموانئ، بعدما تسبب الأمران في اضطرابات بسلاسل التوريد العالمية.

كما أن الخبراء توقعوا أن يفقد الاقتصاد الصيني بعض زخمه بعدما سجلت الصين قبل أسابيع أكبر موجة تفش لكورونا بها في نحو عام. وكان محللون قد توقعوا في استطلاع أجرته وكالة رويترز قبل فترة نموا بـ17.1 في المئة.

ونسبت رويترز إلى لويس كوييس مدير اقتصادات آسيا في أكسفورد إيكونوميكس قوله إنه “رغم استمرار العوامل المعاكسة في المدى القريب إلا أن قيود الإمدادات في الصين خفت، ونعتقد أن التعافي الاقتصادي العالمي سيستمر في دعم صادرات الصين هذا العام وفي 2022”.

ونما إجمالي الواردات والصادرات الصينية بنسبة 23.7 في المئة على أساس سنوي ليصل إلى 24.78 تريليون يوان (حوالي 3.84 تريليون دولار) في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.

وقالت الهيئة العامة للجمارك إن هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 22.8 في المئة مقارنة مع المستوى المسجل خلال نفس الفترة من عام 2019. وأظهرت الصادرات من الدول المجاورة نموا مشجعا الشهر الماضي، حيث تسارعت وتيرة الشحنات من كوريا الجنوبية بفضل طلب خارجي قوي. وسجلت الصين خلال الشهر الماضي فائضا تجاريا بقيمة 58.4 مليار دولار في حين كانت التوقعات تشير إلى فائض قدره 51 مليار دولار. ورغم تقليص التوقعات مؤخرا، يتوقع الخبراء نموا اقتصاديا بأكثر من 8 في المئة في الصين هذا العام، في حين وتستهدف الحكومة نموا بأكثر من ستة في المئة فقط.

وفي الربع الأول من العام الجاري، سجل الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 12.7 في المئة، إلا أن السبب الرئيسي لهذا المعدل الكبير هو البيانات المنخفضة لفترة الأساس في العام الماضي، عندما تراجعت التجارة بعد تفشي كورونا. وحققت البلاد في العام الماضي نموا بنسبة 2.3 فقط، وهو أسوأ رقم سجلته في أكثر من عقد من الزمن. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تأثير الجائحة على الاقتصاد العالمي.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةالقاهرة تستكمل خطط خصخصة الشركات الحكومية
المقالة القادمةالأمن الغذائي في خطر… ما هي استراتيجيتكم لعدم حصوله؟!