منذ صدور تقرير منظمة الأغذية والزراعة في آذار الفائت والتي حذّرت فيه من انعدام الأمن الغذائي في منبهة من سير لبنان نحو مزيد من الفقر والجوع، ماذا فعل المسؤولون وما هي التدابير التي اتخذت لتجنبه أو لعدم حصوله؟ هذا ان لم يكن قد حصل بالفعل؟ “الامن الغذائي يعني “توافر الغذاء وقدرة الفرد على تأمينه” فكيف يؤمنه اللبناني الذي تآكلت قدرته الشرائية بنسبة 88 %؟!.
لنبدأ من القمح الذي يمثل جزءا اساسيا من الأمن الغذائي لمعظم الأسر اللبنانية:
1-من المعروف أنه في الوقت الراهن ليس لدينا اي مخزون استراتيجي منه، بعد انفجار مرفأ بيروت والأضرار التي أصابت الإهراءات، ألم تتكفّل دولة الكويت بإعادة بنائها؟ ماذا حصل؟ ألا يوجد مكان آخر يصلح لتخزين مخزون استراتيجي من القمح يقي لفترة من تقلبات الاسعار العالميّة؟! وماذا عن احتياطي المازوت غير الموجود، الذي يتسبب بفقدان وارتفاع سعر ربطة الخبز؟،
2-بالانتقال الى السلة الغذائيّة التي كانت مدعومة ولم يستفد منها سوى 20% من الناس الذين يحتاجونها، فيما الباقي ذهب الى التهريب والاحتكار؟ ما هو مصيرها بعد رفع الدعم علمًا أنها ليست موجودة وستبقى كذلك بعد ان يبدأ توزيع البطاقة التمويلية؟!.
في الشق المتعلق بإعادة بناء الأهراءات اوضحت مصادر عبر “النشرة” أن دولة الكويت التي بنت الاهراءات بالاساس سابقًا وتبرّعت بإعادة بنائها تبيّن أن اختلافات بالرأي برزت حول هذا الموضوع، فهناك من يفضل تركها للذكرى، والبعض الآخر يميل الى اعادة بنائها لأنها غير صالحة للتخزين بعد الانفجار؛ في انشغل الجميع في الفترة الماضية بتوزيع ما يصلح من محتوياتها وإتلاف الباق،ي وهنا اشتركت وزارات عدة مثل الزراعة والبيئة؛ وفي هذا الاطار كشفت مصادر “النشرة” عن وجود توجّه جدي لبناء أهراءات في الشمال بتمويل كويتي وبإشراف تنفيذي من مجلس الانماء والاعمار.
من جهة ثانية يلفت المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيو “ان النمو في القطاع الزراعي هو الاكثر أهمية من حيث الخفض الفعال للفقر والجوع في بلدان الدخل المتوسط الى المتدني”، فأين نحن من ذلك، ما هي استراتيجيتنا الزراعيّة في هذا الخصوص؟! مع العلم ان لبنان يستورد 80% من غذائه، وانه حتى لو تضاعف انتاجه لن يغطي الفجوة للمساعدة على تقليص احتياجاته.