المدينتان الصناعيتان في صيدا تحتضران… هذا ما فعله الإرتفاع الجنوني بالدولار

تعيش المدينة الصناعية في صيدا سكرات احتضارها الاخيرة، بعدما انتقلت من مرحلة الركود بفعل الازمات المعيشية والاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي في السوق السوداء، الى مرحلة الافلاس والاقفال، لم يبق فيها سوى اصحاب المحال الاصليين بعدما هجرها المستأجرون الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تأمين قوت يومهم بعدما وقعوا بين مطرقة تسديد الايجار وسندان أجور العمال. وحال الاحتضار ترجم بشكل واضح في صمت الآلات والمعدات عن دورة العمل، في توقف ضجيج ورش الحدادة والنجارة ومحلات الحدادة والبويا وتصليح السيارات وقطع غيارها ونجارة المفروشات والموبيليا، حلت مكانها أصوات وجع أصحابها وعمالها معاً الذين يئنون من الركود الذي يلامس حد الشلل.

مدينة الصناعية الاولى شبه خاوية، اولها: ارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي وكل مواد المدينة تشترى بالدولار، حيث كنت اشتري الواح صاج بين 100 – 150 اسبوعياً بسعر 10 آلاف ليرة لبنانية اي ما يقارب 6.5 دولارات اميركية ونصف، اصبحت الآن 12 دولاراً، والدولار نفسه بات يحلق عالياً ووصل الى 25 الف ليرة لبنانية. كان لدي نحو 10 عمال لم يبق منهم سوى واحد، وحال اصحاب المهن مثلي ان المدينة الصناعية تحتضر ولا احد يسأل او يبالي. السبب الثاني هو التقنين القاسي بالتيار الكهربائي وارتفاع كلفة تشغيل المولدات الخاصة او الاشتراكات، طلبنا مراراً وتكراراً تزويدنا بالتيار الكهربائي صباحاً، ماذا ينفعنا في الليل والمحال مقفلة؟ ولكن لا احد يستجيب، ويريدون منك الصمود بلا مقومات. والسبب الثالث هو ان اولويات الناس تراجعت في اصلاح السيارات او شراء قطعها او ما يتعلق بها لانها تعتبر ان كل ذلك بات من الكماليات امام تأمين قوت اليوم”.

في المدينة الصناعية الاولى، يوجد اكثر من 150 محلاً، بينما في المدينة الصناعية الثانية عند منطقة سينيق هناك أكثر من 200 محل، اقفل الكثير منها في المدينتين، اذ ان اصحابها نفد صبرهم في تحمل مشقات فتح مؤسساتهم بلا مردود، مع ما يتراكم عليهم من مصاريف تشغيلية لذا فضّل بعضهم الإقفال نهائياً او موقتاً إلى حين تحسن الأحوال.

 

مصدرنداء الوطن - محمد دهشة
المادة السابقةجلسة تشريعية اليوم: لا مقايضة… لا صفقة… لا “كابيتال كونترول”
المقالة القادمة“الكابيتال كونترول” سقط والأنظار تتجه إلى تعديل الدولار الطالبي