يرتفع منسوب المخاوف لدى اللبنانيين من أزمة شح بالمواد الأولية، خصوصاً الزيت والطحين والسكر وغيرها، نتيجة تصاعد وتيرة الحرب الروسية على أوكرانيا وتزايد التحذيرات العالمية من أزمة غذائية مُحتملة على مستوى العالم.
ولأن المستهلك اللبناني اختبر في السنتين الأخيرتين تداعيات شح المواد الأولية والمحروقات، سارع اليوم مع صدور تحذيرات من تفاقم الأوضاع الغذائية في لبنان كما باقي دول العالم، إلى تخزين الزيت والطحين والسكر والعديد من المواد الغذائية، تجنباً لفقدانها من الأسواق أو احتكارها وبيعها في السوق السوداء وارتفاع أسعارها.
قد تُبرّر مخاوف المواطنين، لكن في الواقع أن كافة المواد الغذائية التي يتهافت عليها المستهلكون ليست شحيحة حتى اللحظة، حتى أن كبرى المتاجر لم ينفذ منها الزيت والسكر، وحدها مادة الطحين باتت عرضة للشح. فحتى الطحين المخصّص للحلويات بات توفره صعباً في الكثير من متاجر بيروت، على سبيل المثال.
ووفق المعلومات، فإنه يجري البحث جدّياً بين المعنيين بشأن وقف تصدير العديد من أصناف المواد الغذائية، لاسيما منها الحبوب. وقد بدأت وزارة الصناعة اللبنانية باتخاذ إجراءات وقائية منذ الأسبوع الماضي لمواجهة أي أزمة مرتبطة بالأمن الغذائي. ومن المرتقب أن يتم فتح اعتمادات لبواخر القمح الموجودة في البحر، وإلى حين وصولها سيتم تقنين توزيع الطحين.
وقد أوقفت المطاحن يوم الاثنين تسليم أفران المناقيش ومخابز المرقوق والباتسيري كمياتها المقننة أصلاً من الطحين، والتي أقفل البعض منها اليوم أبوابه، والقسم الأكبر سيقفل خلال 48 ساعة المقبلة. واقتصر التسليم فقط على أفران الخبز العربي بموجب بونات صادرة من وزارة الاقتصاد.