على عكس كافة المؤشرات والتوقعات السلبية التي تسيطر على مجمل القطاعات الاقتصادية، يبدو انّ آفاق القطاع السياحي إيجابية في المرحلة المقبلة مع ارتفاع نسبة حجوزات الطيران مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي والتوقعات بوصول عدد الوافدين الى لبنان يومياً الى ما بين 12 و13 ألف راكب.
تأتي الحركة الايجابية على الصعيد السياحي مدعومة بتزامن الاعياد المسيحية والاسلامية في الفترة نقسها تليها مرحلة الانتخابات النيابية التي ستشهد توافد عدد كبير من المغتربين اللبنايين للاقتراع، ليلحقها موسم الصيف الذي يعوّل المعنيّون في القطاع السياحي على ان يكون مزدهراً، خصوصاً إذا ترجمت الاجواء الايجابية على صعيد اعادة تحسين العلاقات بين لبنان ودول الخليج، من الزخم السياسي الى الزخم السياحي.
في هذا الاطار، اوضح رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود لـ«الجمهورية» انّ الوضع على صعيد نسبة الحجوزات جيّد ومتحسّن، وهناك حجوزات وطلب كبير، حيث انّ القدرة الاستيعابية لكافة الرحلات المتجهة الى لبنان قد بلغت ذروتها في فترة عيدي الفصح والفطر وفترة الانتخابات النيابية، «حيث انّ تزامن الاعياد والانتخابات في آنٍ واحد أعطى دفعا ايجابيا للقطاع، وقد وصل عدد الركاب الوافدين الى مطار بيروت في الايام العشرة الاخيرة الى 12 الف راكب يوميا، وهو معدل جيّد نسبيا مقارنة بالعام الماضي». واعتبر عبود انّ المؤشرات توحي بأنّ موسم الصيف سيكون واعدا، حيث ان القدرة الاستعابية لطائرات طيران الشرق الاوسط على سبيل المثال، قد بلغت ذروتها منذ الآن من كافة الوجهات الى لبنان، مما يؤشر الى امكانية زيادة عدد الرحلات لموسم الصيف لأنّ العرض الحالي قد تم حجزه كاملاً، لافتاً الى ان الحجوزات من مختلف الدول حيث يتواجد المغتربون اللبنانيون في دول الخليج، افريقيا، وباريس ولندن اللتين تعتبران بوابة كندا، الولايات المتحدة.
وشرح عبود انّ عدد الطائرات التي تصل الى لبنان يوميا يتراوح بين 90 و95 طائرة، بقدرة استعابية تتراوح بين 150 و250 راكب، مما يؤشر الى انّ عدد الوافدين سيكون، مع بلوغ نسبة الحجوزات 100 في المئة على الرحلات المعروضة حاليا، عند حوالى 13 و15 الف وافد يوميا الى لبنان.
اما بالنسبة الى ما يتعلّق بالسياح الاجانب، فأكد عبود ان الوتيرة ما زالت نفسها وان جنسيات السياح تقتصر على العراقيين والاردنيين والمصريين. وبالنسبة للسياح الخليجيين مع بدء تحسن العلاقات على الصعيد السياسي مع دول الخليج، أشار الى ان الاجواء الايجابية على الصعيد السياسي لم تتبلور بعد بحجوزات فعلية على ارض الواقع، آملاً بعودة السائح الخليجي والسعودي الى لبنان، الامر الذي يعطي زخما قويا للقطاع السياحي في حال حصوله.
من جهته، اوضح نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر لـ«الجمهورية» انه لا يزال من المبكر تَوقّع نسبة إشغال الفنادق في موسم الصيف، إلا ان المؤشرات للفترة المقبلة ايجابية رغم ان الحجوزات خلال عيدي الفصح لم تكن على المستوى المطلوب، لافتاً الى ان نسبة الاشغال في الايام المقبلة ستتخطى الـ50 في المئة، خصوصا في المناطق الجبلية التي يقصدها المسلمون في ايام العيد، من إهدن الى جزين على سبيل المثال، بالاضافة الى منطقة البقاع. واشار الى ان نسبة الإشغال في بيروت وضواحيها سترتفع نتيجة قدوم السياح العراقيين والاردنيين والمصريين الذي يقصدون لبنان بكثافة في فترة عيد الفطر بالاضافة الى نسبة صغيرة من السياح السوريين والمغتربين اللبنانيين الذين يحفّزون السياحة الداخلية في المناطق الجبلية وفي العاصمة.
ورداً على سؤال، قال الاشقر الى ان حجوزات الفنادق لم تتأثر ايجابا في فترة الانتخابات النيابية المقبلة، مشيراً ايضا الى انّ تفعيل العلاقات مع دول الخليج لم تؤتِ ثمارها بعد على ارض الواقع لان حظر السفر المفروض على لبنان من قبل دول الخليج ما زال قائما، ولا تزال هناك اجراءات مطلوب تنفيذها من قبل الجانب اللبناني من اجل بلورة الاجواء الايجابية على الصعيد السياسي.