ميقاتي يلتف على مطالب موظفي “أوجيرو”: الإضراب يتصاعد

طروحات وصيغ جديدة توضع على طاولة البحث بين موظفي أوجيرو والحكومة ممثلة بوزارة الاتصالات، بعد إخفاق الأخيرة في التوصل إلى صيغة تتلاءم ومطالب الموظفين. فالأجواء الإيجابية التي كانت سائدة بالأمس زالت جميعها، وانتهت بتراجع رئيس الحكومة خطوات عديدة إلى الوراء دفعت بنقابة موظفي أوجيرو إلى “التصعيد”.

تراجع ميقاتي

بعد توصل نقابة موظفي أوجيرو يوم أمس إلى اتفاق مبدئي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، يقضي بتلبية المطالب الأربعة، عادت الأمور إلى نقطة الصفر نتيجة محاولة ميقاتي الالتفاف على المطالب، من خلال إقرار زيادة غلاء المعيشة على شكل مساعدة اجتماعية من خارج الراتب وليس من أساسه. وهو ما رفضته نقابة الموظفين مؤخراً، متمسّكة بأن تتم الزيادة على أصل الراتب. محاولة ميقاتي فتحت الباب على جولة جديدة من المفاوضات مع موظفي أوجيرو.

أما السبب الذي دفع بميقاتي من خلال وزير الاتصالات جوني قرم إلى المراوغة بالبحث في المطالب والمماطلة في تلبيتها، فيعود -حسب مصدر من نقابة موظفي أوجيرو- إلى محاولة ميقاتي تمرير الوقت، مراهناً على شرذمة النقابة وضربها على غرار ما فعله بموظفي القطاع العام، حين افتعل والسلطة انقساماً فيما بينهم وشتّتوا مطالبهم. وكانت النتيجة إضراباً غير فاعل وزيادات خجولة لا تثمن ولا تغني عن جوع.

ويوضح المصدر في حديث لـ”المدن” بأن ميقاتي التفّ على مطالب موظفي أوجيرو وأعاد الملف إلى الوراء خطوات عديدة. حتى المطالب الأربعة التي كان أكد موافقته عليها سابقاً وتمريرها بما فيها زيادة غلاء المعيشة، عاد عنها وقدّم طرحاً جديداً “لا يمكن القبول به حتى لو اضطرينا إلى إغلاق كافة السنترالات وتعطيل قطاع الاتصالات بمجمله في البلد”، يقول المصدر.

الطرح “المرفوض”

أما الطرح الجديد الذي تم وضعه اليوم على طاولة البحث، فشكّل مفاجأة سلبية للموظفين، وتمثل بزيادة طفيفة لا يمكن القبول بها، على ما يؤكد مصدر متابع. تبلغ تلك الزيادة نحو 30 في المئة من قيمة الراتب، وتختلف بين أصحاب الرواتب التي تقل عن 4 ملايين أو تزيد عن الـ4 ملايين ليرة. وتقارب الزيادة بمجملها نحو مليون و250 الف ليرة فقط، وهو ما لا يمكن للنقابة أن تقبل به.

طرح ميقاتي الجديد والمتمثل بزيادة بنسبة 30 في المئة من الراتب، وسّع المسافة الفاصلة بين المطالب والطروحات، وجعل من الإاتفاق مهمة صعبة. فمطالب نقابة موظفي أوجيرو لا تقتصر على المراسيم الثلاثة فقط، بل تتعداها إلى مطلب أساسي هو المطلب الرابع والقاضي بزيادة غلاء المعيشة على شكل مضاعفة أصل الراتب بنسبة 2.2، حسب ما يتيح النظام المالي الداخلي لأوجيرو.

وإذ يستبعد المصدر أن ينجح ميقاتي في إحداث شرخ بين أعضاء نقابة موظفي أوجيرو، يذكّر بأن أوجيرو اليوم امام استحقاق انتخابي، والنقابة مدعومة في تحرّكاتها من الموظفين وهي المولجة الدفاع عن حقوقهم.

وحسب المعطيات، فإن طرحي ميقاتي الأول والثاني نُسفا. وعليه، فموظفو أوجيرو يتّجهون إلى الاستمرار بالإضراب “وفي حال لم يتم التعاطي مع المطالب بشكل جدي فإن نقابة موظفي أوجيرو ذاهبة يوم الجمعة 9 أيلول إلى إغلاق تام للسنترالات”، يقول المصدر، وهو عضو فاعل في النقابة.

ومن المرتقب أن تعقد اللجنة الوزارية المعنية بحل أزمة إضراب موظفي اوجيرو، اليوم، اجتماعاً للبحث في حلول للأزمة، حسب ما أعلن الوزير قرم الذي لا يزال متفائلاً بإيجاد حل لإضراب الموظفين.

مصدرالمدن - عزة الحاج حسن
المادة السابقةإعلان من بنك BBAC: لا دولارات عبر منصة صيرفة
المقالة القادمةالخليل وقّع مشروعَ مرسوم بنقل اعتماد إلى موازنة “الأشغال”