يواصل دولار السوق السوداء إرتفاعه بعد أن تخطى الـ 40 ألفاً منذ يومين، ليسجل بذلك رقماً تاريخياً في إنهيار الليرة لم يشهد لبنان مثيلاً له حتى في أوّج الحرب الأهلية، فهل يتدخّل مصرف لبنان للجم هذا الإرتفاع غير المسبوق لسعر صرف الدولار في السوق الموازية كما فعل في مرات سابقة عند كل إرتفاع كبير؟!
وفي هذا الإطار أشار الخبير الإقتصادي غسان أبو عضل أن “الكتلة النقدية إرتفعت بشكل غير مسبوق بظرف 15 يوم من 45 ألف مليار ليرة الى 58 ألف مليار ليرة”.
وقال أبو عضل في حديث إلى “ليبانون ديبايت”: “مصرف لبنان طبع عملة ونشرها في السوق بشكل كبير جداً، ولا أعرف ما الذي قد يفعله للجم هذا الأمر”.
وأضاف، “طباعة العملة وزيادة الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية أثّرت كثيراً وأدت إلى ضغط على الدولار بالرغم من التدابير التي إتخذها مصرف لبنان للجم الإرتفاع”.
وتابع، “لم يعد هناك دولارات لدى مصرف لبنان كما كان لديه في العام الماضي، سابقاً كان لديه دولارات وأصدر تعاميم مثل تعميم 158 وتعميم 161 وأعلن عن إستعداده لضخ الدولار بهدف تخفيف الضغط عن الصرافين ولكن زيادة الكتلة بهذا الشكل ظهر إنعكاسه بالإرتفاع من 35 الف إلى 40 ألف”.
وأردف أبو عضل، “في هذين الشهرين يتم إستيراد الكثير من الأمور تحضيراً لآخر السنة، ومهما قلنا أن الوضع الاقتصادي صعب فهناك مصاريف على رأس السنة والأعياد ويحصل طلب على الإستيراد وعلى الدولار”.
وأكمل، “كل هذه الأمور مع غياب إنتخاب رئيس للجمهورية تصعب إنخفاض الدولار بشكل دراماتيكي حتى لو تشكلت حكومة، نحن نذهب نحو التأرجح بسعر صرف الدولار ولا أرى ارتفاعاً او انخفاضاً كبيراً”.
وختم أبو عضل بالقول: “نسمع كثيراً عن إرتفاع التغذية الكهربائية، هذه إشارة ايجابية وتريح الناس ولكن لا ننسى أن الدولار تقل كميته في مصرف لبنان وتزيد طباعة الليرة، وعلمياً هذا يؤدي إلى إرتفاع سعر صرف الدولار”.