هواجس اللبنانيين في الـ2023: دولار طوابير وهجرة

ينحدر الواقع اللبناني نحو الاسوأ مع اسقاط آخر ورقة من السنة، حيث يستقبل اللبناني السنة الجديدة بكثير من الحسرة على سابقاتها، لعلمه المسبق أن ما هو آت لن يكون أفضل طالما أن الطبقة السياسية الحاكمة والتي تُحيك السياسات الاقتصادية والمالية هي نفسها منذ عقود.

في العام 2023 تسكن الهواجس يوميات اللبناني وهي كثيرة يمكن اختصارها ببعض العناوين وابرزها:

هاجس الدواء: مع رفع الدعم عن هذا القطاع فُقد الكثير من الاصناف لاسيما تلك المرتبطة بالامراض المزمنة حيث يجد اللبناني صعوبة في ايجاد البديل ويكون “إن وجد” بكلفة عالية مقارنة براتبه الوظيفي. من هنا لجأ الى الجمعيات التي توفر جزءا من هذا الدواء كما يعتمد على المغتربين في تلبية حاجاته. والاخطر أن الاشهر المقبلة ستكون قاسية على اللبناني حيث يتأثر سعر الدواء بالدولار وتقلباته في السوق السوداء، وسيتخطى سعر الادوية الاكثر استهلاكا في يومياتنا كدواء السكري وضغط الدم وغيرها المليون ليرة.

هاجس الاستشفاء: ازمة الدواء توازي أيضا أزمة الاستشفاء مع انهيار الصناديق الضامنة ورفع كلفة التأمين الاستشفائي وتحويلها الى فريش دولار، وفي ظل عجز وزارة الصحة على تأمين الفاتورة الاستشفائية. يقودنا هذا العجز الى استكشاف ارقام مخيفة ترفع منسوب المخاوف من ارتفاع حالات الوفاة المسجلة نتيجة رفض استقبال المرضى أو أخطاء طبية غير مبررة، وتأتي حكما من هجرة الاطباء ذات الكفاءة العالية واستقرارهم في الخليج أو الدول الاوروبية. وفي العام 2023 سيعتاد اللبناني على مشهد

وفاة مريض على باب المستشفى نتيجة عدم قدرته على دفع المبلغ المتوجب عليه، رغم كل المساعدات التي تأتي من المنظمات والصناديق الدولية لصالح الوزارات والصناديق المهنية بحالته الصحية.

هاجس المحروقات: ما ان قرر مصرف لبنان تسعير جدول المحروقات على سعر صيرفة حتى خرجت الشركات والمحطات معلنة رفضها هذا المقترح وقررت اقفال ابوابها ورفع خراطيمها، الى أن عادت وزارة الطاقة وسعرت الجدول على اساس سعر صرف الدولار في السوق السوداء. يؤشر هذا الاعتراض الى قوة هذا القطاع بوجه الدولة، وهذه القوة مستمدة من طلب المواطن على البنزين وعكست الطوابير التي انتشرت قبل يومين الطلب العالي على هذه المادة مع اصرار اللبناني على دفع سعر الصفيحة حتى ولو تخطى الاسعار العالمية. وسنشهد قفزات كبيرة في اسعار المشتقات النفطية العام المقبل سيكون حملها ثقيلا على اللبناني الغارق بديونه، فاسعار المحروقات تتجه كما تظهر الارقام اليوم نحو ارتفاع كبير خصوصا وان استمر ربطها بدولار السوق السوداء.

هاجس التعليم: تتضارب الارقام حول مستقبل التعليم في لبنان وتُجمع التقارير المعدة من قبل منظمات دولية، على أن القطاع يشهد انهيارات غير مسبوقة تطال الكادر التعليمي والمناهج التي تحتاج الى تحديث يواكب التطورات، أو المباني المهترئة وهي تتطلب مساعدات فورية للبدء بورش الترميم. اما الجامعة اللبنانية وهي العامود الفقري لبنية التعليم الرسمي اللبناني فمُصابة بمتلازمة المناهج نتيجة طغيان القوى الحزبية على قرارها ما أثر بشكل لافت على الطلاب ومستوى الشهادات حيث يختلف من فرع الى أخر.

هاجس الهجرة: ارتفعت نسبة الهجرة لاسيما من الشباب نحو بلدان “كندا فرنسا السعودية قطر الامارات الولايات المتحدة” ودول افريقيا. ويبحث اللبناني عن استقرار عائلي في بعض تلك البلدان لاسيما كندا وفرنسا،

والاخطر أن أعمار غالبية المهاجرين تتراوح بين ال 22 سنة الى الاربعين سنة، ما يعني فقدان اليد العاملة المنتجة في لبنان وتحوله الى مجتمع هرم.

هذه بعض الهواجس التي لا تقل أهمية عن تلك المرتبطة بيوميات اللبناني وهي كثيرة ومتشعبة، تجمعها أزمة مالية كبيرة تساهم بتدهور سعر العملة الوطنية مقابل الدولار الاميركي، وان صحت توقعات المحللين فان الـ 2023 سيكون عام انهيار الليرة اللبنانية، فهل سيتمكن اللبنانيون من الاستمرار وبأي روحية سيستقبل هؤلاء العام الجديد والنكسات تلاحق رزنامتهم المالية؟.

 

مصدرليبانون فايلز - علاء الخوري
المادة السابقةالحاج حسن التقى نقابة وتجار سوق الخضار في بيروت وتأكيد على اعتماد أعلى معايير الأمن الغذائي
المقالة القادمةتقرير صادم… لبنان يملك 6 من أكبر أصحاب المليارديرات في العالم!