أعلن بنك الشعب (البنك المركزي) الصيني أن بكين ستطبق سياستها النقدية الحكيمة «بطريقة مستهدفة وفعالة»، وستعزز الدعم المالي للعرض والطلب المحليين، بهدف تسريع وتيرة الانتعاش الاقتصادي في عام 2023.
وبالإضافة إلى الحفاظ على سيولة كافية من خلال مجموعة من السياسات، قال البنك المركزي، في بيان عقب اجتماع عمل، إنه سيعمل على تخفيض التكاليف المالية لكيانات السوق وسيساعد على زيادة الاستهلاك، بحسب ما أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) يوم الخميس. وسيواصل البنك في الوقت نفسه متابعة التدابير المالية التي تم طرحها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لتيسير النمو المستقر والصحي لسوق العقارات.
كما أكد الاجتماع، الذي عقد يوم الأربعاء، على الجهود المحدّثة لتعزيز الانفتاح المالي والتعاون العالمي، مع اهتمام بالانفتاح المؤسسي للقواعد والاتفاقيات والمعايير وغيرها من الأمور. وسيتحسن الاستخدام العالمي للعملة الصينية (يوان) بشكل منتظم، بحسب ما ذكره البنك المركزي. كما ستقوم الصين بتعزيز الرقابة اليومية على الأعمال المالية لمؤسسات المنصات، وستواصل أعمالها التجريبية بشأن العملة الرقمية. كما أكد بنك الشعب أنه سوف يعزز جهوده من أجل تحفيز الانتعاش الاقتصادي الشامل، واحتواء المخاطر المالية الكبرى وتعميق الإصلاحات المالية والانفتاح.
وفي سياق منفصل، قالت خبيرة آسيوية، إنه مع تعديل الصين لسياستها الخاصة بمكافحة تفشي «كوفيد – 19»، وفقاً للوضع المتغير لجائحة فيروس كورونا في نهج مخطط قائم على العلم، فمن المرجح أن يشهد الاقتصاد الصيني «انتعاشاً قوياً» وأن يساعد في دفع النمو الاقتصادي العالمي في عام 2023.
وقالت آنا ماليندوغ-أوي، نائبة رئيس معهد القرن الآسيوي الفلبيني للدراسات الاستراتيجية ومقره مانيلا، في مقابلة أجرتها مؤخراً مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، ونُشرت يوم الخميس، إنه بالنظر إلى متحور «أوميكرون» الخفيف نسبياً والنظام الصحي المجهز بشكل أفضل والنسبة الكبيرة من السكان ممن تم تلقيحهم في الصين، «أرى أن السياسات الجديدة بشأن كوفيد – 19 هي إحدى طرق المحاكاة والاستعداد» لانفتاح أوسع للاقتصاد الصيني على العالم في المستقبل القريب.
وأشارت إلى أن التدابير المحسنة لمكافحة كوفيد لن «تنشط الأعمال الاقتصادية والاستثمارات في البلاد فحسب… بل ستفيد المجتمع الدولي الأوسع». وأفادت الباحثة بأن «التوقعات الخاصة بالاقتصاد الصيني في عام 2023 إيجابية بالتأكيد»، مضيفة: «أعتقد أن التنمية الاقتصادية للصين ستحلق عالياً»، وقالت إن الاقتصاد الصيني سيكون «في مسار تصاعدي، ما يساعد على رفع المسار الاقتصادي الهبوطي للعالم مع تعزيز تعافي الاقتصاد العالمي».
وأوضحت أنها باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم وواحدة من كبرى الأسواق الاستهلاكية وشريكة تجارية رئيسية لجميع الاقتصادات تقريباً، فكلما اتسع انفتاح الصين على العالم بشكل أكبر، زادت استفادة الدول الأخرى منها من خلال التعاون الاقتصادي والتجاري، مضيفة أنها «ليست سوقاً ضخمة فحسب، بل لديها عدد كبير من سكان الطبقة المتوسطة مع قدرة شرائية عالية نسبياً، مقارنة بالبلدان الأخرى في العالم النامي».
يشار إلى أنه بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من عمليات الإغلاق وإجراء الاختبارات الجماعية وفرض الحجر الصحي الإلزامي، تخلت الصين في 7 ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن سياستها الخاصة بـ«صفر كوفيد».