سأل رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في بيان: “كيف يعمل جسد الدولة من دون أعصاب وشرايين؟”. وقال: “لم تغب التحركات الضاغطة لموظفي الإدارة العامة في الدولة سواء كانت جزئية أو عامة، حتى عادت بدءاً من صباح الثامن عشر من كانون الثاني الحالي وحتى الثامن والعشرين منه بإعلان الإضراب العام بدعوة من رابطة موظفي الإدارة العامة. ووقف الاتحاد العمالي العام منذ بداية الأزمة التي حلت بالبلاد وبهذه الفئة من الموظفين التي لطالما كانت تشعر بالظلم لأنها المدافع الأول عن مظاهر الدولة اللبنانية”.
وأضاف: “إذا كان السؤال المشروع والبديهي للموظف هو كيف يتمكن من الوصول الى مركز عمله وثمن صفيحة البنزين بات يقترب من المليون ليرة بينما أعلى راتب لا يصل الى ثمن أربع صفائح؟ ناهيك عن المعاناة التي يتشارك فيها مع أكثر من 90 في المئة من المواطنين في تأمين أسباب المعيشة من مأكل ومشرب وكهرباء ومياه، وما الى ذلك في ظل سعر صرف الدولار بالسوق السوداء الذي تخطى الخمسين ألف ليرة والآتي أعظم. إذا كان ذلك صحيحاً، فإن الصحيح أيضاً هو أنه كيف تعمل الدولة وأجهزتها الإدارية من دون شرايين وأعصاب وكيف تجبي مداخيلها وكيف لها أن تسيّر شؤون المواطنين الملحة والضرورية، وكيف وكيف؟”.
وتابع: “إن الحكومة ليست فقط عدداً من الوزراء وكبار الموظفين من مُديرين عامين ونوابهم أو من رؤساء مصالح بل إنها الإدارة العامة المتشكلة من عشرات ألوف الموظفين من الحاجب الى المراقب ومصفي المعاملات وأمين الصندوق وسواهم من العناصر التي لا غنى عنها ولا إدارة من دونها. إن الاتحاد العمالي العام الذي تعنيه مسألة الإدارة العامة وموظفيها كما تعنيه قضية العاملين في القطاع الخاص، يطالب المسؤولين في مختلف مواقعهم بالإستجابة الفورية للمطالب المحقة للموظفين والتوقف عن سياسة المماطلة للحفاظ على آخر ما تبقى من مظاهر الدولة”.