افتتحت الجمعية العربية للضمان الاجتماعي، بالتعاون مع منظمة العمل العربية – ادارة الحماية الاجتماعية، ندوة قومية حول “تعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية في ظل الأنماط الجديدة للعمل”، في حضور المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري ورئيس الجمعية العربية للضمان الاجتماعي – المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمد كركي، وبمشاركة ممثلين عن كل من أطراف الانتاج الثلاثة وعن مؤسسات الضمان والتأمينات الاجتماعية يمثلون 18 دولة عربية.
بدأت فعاليات الندوة بحفل الافتتاح الرسمي، بداية مع كلمة ترحيبية بالمشاركين من قبل مدير العلاقات العامة في الجمعية محمد خليفة، ثم كانت كلمة رئيس الجمعية الدكتور كركي، بدأها بتقديم المواساة والعزاء لكل من المملكة المغربية والشعب الليبي بالضحايا من الكوارث الطبيعية التي اصابتهم. كما تقدم بالشكر من المشاركين ومن المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز علي المطيري على حضورهم ومشاركتهم في أعمال هذه الندوة.
وشدد كركي على “أهمية هذه الندوة، سواء لجهة الوقوف على الصعوبات التي تواجه أنظمة التأمينات الاجتماعية في ظل الأنماط الجديدة للعمل أو لجهة تطوير وتحديث التشريعات لمواكبتها والسير قدماً نحو بلوغ أهداف التنمية المستدامة”.
وأشار الى أن “انعقاد هذه الندوة القومية الهامّة يأتي استجابة للتغيرات الكبيرة في أنماط العمل خاصة بعد جائحة كوفيد – 19، حيث ظنّ العالم أنه بعد انتهاء الجائحة سيعود العمل وشكله وطبيعته كما كان، ولكن لم تعد ظروف وبيئة العمل كما كانت في السابق خاصة في ظل التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي، وهذا ما أثبتته دراسة جديدة لشركة مايكروسوفت لعام 2022 حول تغيرات توجهات الموظفين نحو انماط العمل الجديدة أجريت على 31 ألف شخص في 31 دولة، أكد الأشخاص الذين شملتهم الدراسة على ان نمط العمل الهجين أو المدمج وجد ليبقى ويستمر وليس ظرفياً”.
واعتبر كركي “أن نظام العمل المدمج يمزج بين العمل في المكتب أو العمل عن بعد، كما ان العمل الحرّ عبر الانترنت أو العمل بلا حدود آخذ بقوة في الظهور والتطور في سوق العمل خاصة في البلدان النامية”.
ودعا “أنظمة الحماية الاجتماعية ومن ضمنها مؤسسات الضمان والتأمينات الاجتماعية الى التكيّف مع الانماط الجديدة للعمل لضمان حصول العمال على حماية اجتماعية فعّالة من جميع فروع الضمان الاجتماعي”.
بعدها، كانت كلمة المدير العام لمنظمة العمل العربية، أشار فيها الى “أن برامج الحماية الاجتماعية أحد المرتكزات الرئيسية للحد من الفقر وتوفير المنافع والخدمات للفئات المهمشة واستنهاض قوي الإنتاج وتحقيق التنمية المستدامة، حيث تؤثر مدى جودة نظم الحماية الاجتماعية ونطاق شمولها على ثقة الأفراد في قدرة الحكومات على حمايتهم من آثار التقلبات التي تواجههم، وكذلك على دعمهم خلال فترة الأزمات حيث ثبت أن البلدان التي لديها نظم حماية اجتماعية وصحية فعالة يكون لها القدرة على مجابهة التحديات والتعامل مع الأزمات من خلال السرعة في الاستجابة لحاجات الأفراد وتعزيز الآليات والبرامج، وكذلك توسعتها نحو شرائح أخرى من المجتمع وهو ما يعزز من قيم التماسك الاجتماعي”.
وأكد “ان تحقيق العدالة الاجتماعية هو الهدف الأسمى الذي تسعى كافة المجتمعات إلى تحقيقه، ويشكل الضمان الاجتماعي حجر الزاوية في أنظمة الحماية الاجتماعية، لا سيما وأن تكريس الحق في الضمان الاجتماعي يأتي في مقدمة حقوق الإنسان التي أكدتها المواثيق ومعايير العمل العربية والدولية”.
واختتمت الندوة بعرض فيلم وثائقي عن أعمال ونشاطات الجمعية ومنظمة العمل العربية.