عزّزت الأحداث الأمنية الواقعة في جنوب لبنان والمتزامنة مع عملية “طوفان الاقصى” في فلسطين المحتلة، المخاوف لدى اللبنانيين المقيمين والمغتربين وعموم الوافدين من عرب وأجانب.
وقد دفعت البيانات التحذيرية الصادرة عن بعض السفارات والموجهة إلى الرعايا الأجانب، إلى التريث في زيارة لبنان، وإلغاء عدد من الحجوزات وإن بنسب محدودة.
وعلى الرغم من تزايد المخاوف من تفاقم الوضع الأمني في لبنان، إلا أن برامج رحلات الطيران لم تختلف كثيراً عما كانت عليه في وقت سابق، حسب مصادر المطار. أما عمليات الإلغاء فطالت بعض الحجوزات الفردية، لاسيما تلك المرتبطة بمؤتمرات تم إرجاء انعقادها.
وكانت المديرية العامة للطيران المدني قد نفت في وقت سابق “ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن شركات الطيران أبلغت إدارة مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت بأنها ستوقف رحلاتها من بيروت وإليها”. وعليه تستمر رحلات الطيران وفق مواعيدها ووجهاتها من دون أي تغيير.
تزايد المخاوف
انعكست الأحداث الأمنية الراهنة على طمأنينة الوافدين سواء اللبنانيين أو العرب والأجانب. وحسب الأمين العام لإتحاد النقابات السياحية، جان بيروتي، “هناك مَن عَمد إلى تقصير مدة إقامته في لبنان ومنهم من غادر فعلياً مع بدء المناوشات الأمنية في الجنوب، ولكن بأعداد قليلة”، لافتاً في حديثه إلى “المدن” إلى أن عمليات تقصير الإقامات وإلغاء الحجوزات لا تزال بنسب محدودة حتى اللحظة.
من جهته، نقيب أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية في لبنان، بيار الأشقر، رصد إلغاء حجوزات فندقية، نتيجة المخاوف من تدهور الوضع الأمني، لا سيما بعد تحذير دول أوروبية رعاياها من القدوم إلى لبنان. ولفت الأشقر في حديثه إلى “المدن” إلى أن الحجوزات كانت مستمرة رغم انتهاء الموسم الاصطياف، وكانت نسبها مقبولة جداً، وكفيلة بدعم استمرارية المؤسسات السياحية.. إلا أنها اليوم بدأت تتراجع، وإن بنسب محدودة.
إلغاءات محدودة
ويؤكد بيروتي بأن نسبة عمليات إلغاء الحجوزات لم تتجاوز 30 في المئة، ومعظمهم من الاوروبيين “فالسائح الأوروبي لا يتابع الوضع الأمني والسياسي عن كثب، ولا يعنيه ذلك. لكنه من دون شك يلتزم بقرار دولته وتحذيراتها”. في المقابل، هناك مجموعات سياحية أوروبية لا تزال مستمرة بحجوزاتها، ومنها مجموعة تصل غداً، على ما يقول بيروتي.
من جهته، يوضح الأشقر أن العديد من المؤتمرات التي كان مزمعاً عقدها خلال شهري تشرين الأول والثاني تم تأجيل انعقادها، ولم تُلغ كلياً. مذكراً بأن إلغاء الحجوزات الفندقية كتلك السياحية تمت بنسب مقبولة غير مبالغ فيها.
من هنا، يتضح أن الوضع الأمني، وإن كان قد لامس مستوى الخطر، إلا أنه لم يثر الهلع بين الوافدين الذين ارتأوا التريث ريثما تتضح الصورة أكثر.
ووفق القيمين على القطاع السياحي، فإن المؤسسات السياحية بمختلف أنواعها باتت تعوّل على السائح الأوروبي مؤخراً. إذ أن السياحة الأوروبية باتت شبه مُستدامة في لبنان ولم تعد تقتصر على المواسم فقط، حتى أن الحجوزات كانت تتجاوز شهري تشرين الأول والثاني إلى موسم أعياد الميلاد ورأس السنة.