في توقيت مشبوه، أبلغت شركة «هاليبرتون» الأميركيّة، المتعهّدة لدى شركة «توتال» بالحفر في البلوك الرقم 9 في مكمن قانا المحتمل، الشركة المشغّلة أنها قرّرت وقف الحفر على عمق 3900 متر، لعدم وجود كميات تجارية في البئر التي يجري حفرها.
مصادر مطّلعة على الملف شكّكت في ذرائع الشركة الأميركية، وأكّدت أن المعطيات التقنية التي قدّمتها «منقوصة»، مشيرة إلى أن الاتفاق مع «هاليبرتون» يقضي بالحفر إلى عمق 4400 متر. وقالت المصادر: «من الواضح أن هناك من يريد أن يستخدم التنقيب عن النفط أداة لابتزاز لبنان في الظروف الحالية»، لافتة إلى أن إعلان الشركة الأميركية تزامن مع الإعلان عن اتفاق بين واشنطن والدوحة على منع طهران من الوصول إلى الأموال البالغة 6 مليارات دولار التي تمّ فك تجميدها بعد اتفاق تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة في أيلول الماضي.
من جهته، أكّد وزير الطاقة وليد فياض لـ«الأخبار» أن «ما ورد في بعض التقارير الإعلامية غير صحيح لجهة عدم وجود اكتشاف نفطي… بالعكس هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية التي ترد من معطيات الحفر، لكنها ليست حاسمة بعد لجهة وجود اكتشاف تجاري وفق التوقّعات». وأشار إلى أن «العمل مستمر على استنباط المزيد من المعطيات من المكمن، إلا أن المدة الزمنية المطلوبة لإعلان الاكتشاف ليست واضحة بعد لأسباب لوجستية وتقنية تتعلّق بالمعطيات المستخرجة حتى الآن. وقد يتطلب الأمر بعض التعديلات العملانية تبعاً للمعطيات التي تستخرج الآن مثل تعديل العمق ومسار الحفر وسواهما».