على الرغم من التوترات مع بكين، استبعد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، احتمال فصل اقتصاد التكتل عن الصين.
وقال بوريل في بكين السبت: «لا أحد يتحدث عن فصل اقتصاد الاتحاد الأوروبي عن الاقتصاد الصيني». وأضاف أن التجارة بين الصين وأوروبا كبيرة جداً إلى الحد الذي يجعل الانفصال، إذا كانت هناك رغبة في ذلك، غير ممكن.
وتابع أن الهدف هو تقليص «الاعتماد المتبادل المفرط» حال الضرورة. وبرر بوريل نهج الاتحاد الأوروبي بالدروس المستفادة من الماضي، مشيراً إلى حقيقة أنه أصبح واضحاً، خلال الجائحة، أنه لم يعد يتم إنتاج غرام واحد من الباراسيتامول في أوروبا، بسبب الاستعانة بمصادر خارجية للتصنيع.
وأوضح أن رسالته إلى مسؤولين صينيين خلال زيارته لبكين، كان فحواها أن بروكسل تتعامل مع الصين بجدية وتتوقع الأمر نفسه في المقابل فيما يتعلق بالقضايا الجيوسياسية والتجارة. وأضاف بوريل خلال مؤتمر صحافي اختتم به زيارته التي استمرت 3 أيام، وتأجلت مرتين من قبل: «التعاون مهم جداً». وتابع: «أوروبا تتعامل مع الصين بجدية… نتوقع أيضاً ألّا يُنظر إلينا من منظور علاقاتنا مع الآخرين، بل إلى شخصنا».
وقال بوريل: «منذ الحرب في أوكرانيا، أصبحت أوروبا قوة جيوسياسية… نريد التحدث مع الصين بهذا النهج».
وتابع بوريل أن الصين تعد منتجاً رئيسياً لكثير من الأدوية، لكن من المنطقي تنويع مصادر الإمداد، واصفاً ذلك بأنه إجراء احترازي، وأضاف: «الصين تفعل الشيء نفسه تماماً».
ويزور بوريل الصين، حيث يشارك في رئاسة الحوار الاستراتيجي الـ12 بين دول الاتحاد الأوروبي والصين، واجتمع الجمعة، مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي وصف المحادثات بأنها «شاملة وصريحة وودية».
ووصف بوريل على موقع التواصل الاجتماعي «إكس» زيارته بأنها «مهمة لبحث العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين والتحديات الإقليمية والعالمية الرئيسية مع السلطات الحكومية والعلماء وممثلي قطاع الأعمال».
وزاد من الفجوة التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، رفض بكين إدانة روسيا في حربها مع أوكرانيا، ساعية إلى التموضع كطرف محايد في الصراع، وفي حين تقدّم لموسكو مساعدة دبلوماسية ومالية حيوية.
ووصلت المبادلات التجارية بين الصين وروسيا في عام 2022، إلى مستويات قياسية بلغت نحو 190 مليون دولار، وفق الجمارك الصينية. وبالنسبة لعام 2023، التزمت بكين وموسكو برفع هذا الرقم إلى 200 مليون دولار.