“بشطحة ” قذيفة من اسرائيل في الجنوب طيرت الموسم السياحي في فصل الخريف الذي كان لبنان يعول على السياح الاوروبيين الذين يفضلون المناخ اللبناني في هذا الفصل على ما عداه من فصول وتفضيل لبنان على ما عداه من الدول حيث ذكر القيمون على القطاع السياحي ان الحجوزات الاوروبية كان لا بأس لها خصوصا من فرنسا وبلجيكا والمانيا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا اضافة الى دول اوروبا الشرقية لكن هذه الحجوزات تراجعت بعد تحذير السفارات الاوروبية مواطنيها من المجيء الى لبنان بسبب خطورة الوضع الامني فيه وبعد ان الغى عددا من شركات الطيران الاوروبية رحلاتها الى بيروت وبعد ان تحول اقتصاد لبنان الى اقتصاد حرب مع الاستعدادات الجارية والتدابير الاحترازية لاي توقعات حربية قد تطرأ بين ليلة وضحاها .
من المعروف ان القطاع السياحي هو اول المتضررين من اي انتكاسة امنية قد تطرأ واول الخاسرين بين القطاعات الاقتصادية العاملة في لبنان ويخشى ان يخسر هذا القطاع ما ربحه في الصيف الذي بات يعول اليوم على موسم الاعياد في نهاية السنة متمنين على المسؤولين عن هذا القطاع ان لا تطول هذه الحرب التي يتنبأ الخبراء بطول مدتها .
الهيئات الاقتصادية حذرت من “أن لبنان الذي يرزح منذ 4 سنوات تحت وطأة أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة أكلت الأخضر واليابس، لا يمكنه على الإطلاق تحمّل حصول حرب جديدة على أرضه”.
وفي الوقت الذي بدا على اركان القطاع السياحي وكان على رؤوسهم الطير اعترف رئيس نقابة مكاتب السفر والسياحة جان عبود بان الحركة السياحية تراجعت بشكل مخيف بعد الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب واتخاذ الكثير من المرافق الحيوية الحيطة والحذر وبعد سلسلة التحذيرات التي اطلقها عدد من السفارات لرعاياها التي ما تزال موجودة في لبنان.
واكد عبود عن الغاء عدد كبير من الحجوزات التي كانت تزمع المجيء الى لبنان وخصوصا ضمن مجموعات سياحية من دول البلقان واوروبا الغربية حيث تراجع عدد الوافدين الى ٧ الاف يوميا بينما كان العدد في الفترة ذاتها من العام الماضي حوالي ٩ الاف وافد.
واعتبر ان الغاء شركتي لوفتهانزا الالمانية وسويس اير السويسرية سببه احترازي تجاري اذ ان الشركتين فضلتا التوقف عن القيام برحلات الى بيروت بسبب الاوضاع الامنية وبسبب الاوضاع التجارية حيث يتراجع عدد الركاب في فصل الشتاء الا ان بقية الشركات ما تزال تؤمن رحلاتها الى مطار بيروت .
واضاف عبود :ان وجود اربع طائرات تابعة للميل ايست في تركيا يعود الى ان الشركة خففت من عدد طائراتها بسبب الاوضاع التجارية نفسها لكن الشركة الوطنية اكدت ان وجود هذه الطائرات في تركيا ياتي ضمن اطار التحسب والحذر .
واسف عبود لتراجع الموسم السياحي اذ كلما استمرت التوترات الامنية في الجنوب كلما انعكس سلبا على القطاع السياحي مبديا اسفه لما الت اليه الاوضاع الامنية المؤثرة على مجمل الاوضاع الاقتصادية وليس فقط على القطاع السياحي.
وقد تجلى التراجع السياحي من خلال الغاء حجوزات فندقية وبيوت الضيافة خصوصا من قبل السياح الاوروبيين الاجانب الذين كانوا قد حجزوا في بعض الفنادق وبيوت الضيافة وبعد المطاعم والشقق المفروشة وبعض اللبنانيين الذين يمضون عطلتهم في هذه الاماكن مفضلين التقشف في هذه الظروف عوضا عن ممارسة السياحة في مختلف المناطق اللبنانية خصوصا في منطقة الجنوب التي شهدت هذا الصيف اقبالا سياحيا من السياح الاجانب واللبنانيين المغتربين لان هذه المناطق اصبحت تتمتع بانواع عدة من السياحة .
وتعترف مصادر سياحية بان ما ربحه القطاع السياحي في فصل الصيف سيخسره في فصل الخريق التي كانت تعول على مجيء السياح الاوروبيين الذين يحبون فصل الخريف في لبنان لكن مع تطور الاحاث الامنية فقد عمد الكثيرون من هؤلاء الى الغاء حجوزاتهم بسبب الحذيرات من قبل سفاراتهم التي طالبتهم بتجنب المجيء الى لبنان وذكر احد القيميين على القطاع السياحي ان كل يوم توتر يعيدنا ستة اشهر الى الوراء وما حققناه خلال الصيف من خلق استثمارات سياحية خصوصا في القطاع المطعمي وعودة اليد العاملة الماهرة الى القطاع واستعادته عافيته سنخسره في فصل الخريف على الرغم من اننا بدانا نشعر بوجود سياحة مستدامة لان الفصول الاربعة في لبنان تجذب العديد من السياح واللبنانيين المغتربين .
وتقول هذه المصادر السياحية ان المغترب اللبناني كان السمة الاساسية للسياحة في فصل الخريف وكان الداعم القوي للاقتصاد اللبناني بينما كانت السمة الاساسية للسياحة في فصل الخريف هي السائح الاوروبي وقد تجلى ذلك في المجموعات التي كانت تحجز في فنادق لبنان ، اما في فصل الشتاء فالتركيز على سياحة التزلج التي ينفرد فيها لبنان وباتت مقصدا لعدد كبير من العرب الذين يقصدونه لممارسة رياضة التزلج في جباله العالية .
واذا كانت هذه المصادر السياحية تلتقط قلبها بيدها تخوفا من انزلاق لبنان في هذه الحرب فانها تعتبر ان ذلك يعني ان على السياحة السلام .