صدر بيان هيئة إدارة قطاع البترول أمس من دون أن يكشف “المستور” عن الحقائق التي يترقّبها اللبنانيون، والسبب أن عملية درس البيانات والنتائج وتمحيصها لم تنتهِ بعد، وتتطلب أشهراً لتبيان حقيقة الوقائع والنتائج.
لكن مواقف الخبير الدولي في شؤون الطاقة رودي بارودي توحي بالتفاؤل وعدم اليأس… إذ يذكّر في حديث لـ “الديار” بأن “الدراسات الأميركية الأخيرة تكرّر تأكيدها على الدراسات الجيولوجية بالنسبة إلى ملف لبنان النفطي من جهة، وإلى مضمون بيان هيئة إدارة قطاع البترول الصادر أمس من جهة أخرى”، لافتاً إلى أن البيان الأخير “تضمّن ما سبق وتحدثنا عنه طوال الأشهر الستة الأخيرة عن أن البلوكات المتاخمة للحدود مع إسرائيل وشرق قبرص تؤكد احتمال وجود 100 مليار متر مكعّب ما بين البلوكات 8 و9 و10”.
وإذ يبدي تفاؤله بوجود نفط وغاز في المياه اللبنانية، يرى “أن من المهم جداً معرفة أن كل “بلوك” بحري يجب تقسيمه إلى عدد من الآبار ومن الطبيعي جداً أن تقوم شركات الاستكشاف بحفر آبار عديدة
قبل اكتشاف البئر الرئيسية التي تحتوي على مخزون تجاري من الغاز”.
ويقول: علمياً لا يجوز القول إنه لا توجد كميات من الغاز التجاري في البلوك 9، لأن عملية الاستكشاف لم تشمل لغاية تاريخه إلا بئراً واحدة وعلى عمق 3500 متر فقط.
ويوضح في السياق، أن “الاتفاق المبرم بين الدولة اللبنانية والكونسورتيوم المكلّف الاستكشاف، ينصّ على أن تقوم الشركات بحفر اثنتين من آبار الاستكشاف قبل أن يُتخذ قرار في شأن وجود الغاز أو عدمه. من هنا، فإن بث الأجواء السلبية وفكرة المؤامرة لا يفيدان لبنان بشيء، بل على العكس علينا المثابرة في العمل للحفاظ على حقوقنا”.
وإذ يرجّح أن “يؤثر الوضع العام الراهن لا سيما حرب غزّة والأحداث الأمنية في الجنوب في نشاط الشركات التي قد تلجأ إلى تعليق نشاطها البترولي في لبنان إلى حين استتباب الوضع الأمني”، يستبعد بارودي وجود مؤامرة من قِبَل ائتلاف الشركات، ويقول “إنها شركات عالمية وعملاقة في مجال الطاقة والتي لا تدخل في البازار السياسي ولديها مصالح في كل بلاد العالم… ويجب الاستفادة من وجودها في لبنان بدل إطلاق التُهم والشائعات ضدها”.
ويدعو إلى عدم اليأس من عدم اكتشاف الغاز في البئر الأولى، ويستشهد بأكبر حقل للغاز في البحر المتوسط الذي هو حقل “ظُهر” “الذي يقع في منطقة بلوك شروق في مصر، ويمتد على الحدود بين مصر وقبرص، حيث كانت تعود حقوق استغلاله إلى شركة “شيل” لمدة 15 عاماً، وخلال هذه الفترة حفرت الشركة العديد من الآبار ولكنها لم تنجح في العثور على أي كميات من الغاز حتى قامت ببيع حقوق الاستكشاف لشركة “إيني” الإيطالية في عام 2015، التي بدورها حفرت بئراً واحدة على عمق 5100 متر لتجد أكبر مخزون من الغاز في شرق المتوسط والمقدَّر بـ 850 مليار متر مكعّب”.
ويُضيف: هذا الأمر يشير إلى أن اكتشاف الغاز لا يكون دائماً من خلال حفر البئر الأولى. وقد تكرّر هذا الأمر مع حقول الغاز في قبرص إذ إنه لم تكتشف أي كمية من الغاز التجاري في البئر الأولى، علماً أن حقل “أفروديت” في قبرص والقريب من لبنان احتاجت شركة “نوبل” الى حفر بئر على عمق 5800 متر كي تجد الغاز، والخريطة المرافقة تبين الاعماق في البحر في كل من قبرص و “اسرائيل” ومصر للحقول المستكشفه ومنها: كاريش (٤٨٨٠ مترا)، تمار (٥٠٠٠ متر)، لفثيان (٥١٧٠ مترا)، أفروديت (٥٨٠٠ متر)، كرونوس (٢٢٨٧ مترا)، ظُهر (٤١٣١ مترا)، كاليبسو (2074 مترا).