توصلت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) إلى اتفاق دولي بشأن إطار عالمي لوقود الطيران منخفض الكربون في ختام أعمال المؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل.
ويأتي الاتفاق الذي أعلن من دبي قبل أيام قليلة من استضافة الإمارة لأكبر تجمع دولي بشأن التغير المناخي، وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28).
و جاء “إطار دبي العالمي” بعد مشاورات ونقاشات جرت على مدار خمسة أيام بين أكثر من ألف مسؤول ومستثمر ومتخصص في القطاع من 100 دولة و30 منظمة دولية ذات صلة.
ورأى عبدالله المري وزير الاقتصاد الإماراتي أن الاتفاق الذي تم إعلانه الجمعة الماضي يمثل نقطة تحول في مستقبل صناعة الطيران وإنتاج الوقود في العالم نحو آفاق أكثر استدامة.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن المري قوله إن الاتفاق “سيعمل على تحفيز الاستثمارات في قطاعات الطاقة النظيفة لأغراض الطيران وهو ما سيولد فرصا استثمارية وتجارية جديدة”.
وتابع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات أن “الإطار هو نجاح للحوار الدولي الخاص بخفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران وهو دفعة للجهود الدولية في ملف التغير المناخي”.
وحدد الإطار العالمي لوقود الطيران المستدام (إطار دبي العالمي) هدفا طموحا في خفض انبعاثات الكربون من قطاع الطيران العالمي بنسبة 5 في المئة بحلول عام 2030.
وسيكون ذلك عبر تحفيز زيادة إنتاج واستخدام وقود الطيران المستدام ووقود الطيران منخفض الكربون وسائر مصادر الطاقة النظيفة في مجال الطيران في مختلف أنحاء العالم، باعتبار أن ذلك هو أساس تنفيذ هذه الرؤية الطموحة.
وسيترافق المسار مع تطوير ممكنات تدعم التوسع في الإنتاج من خلال توفير تمويل منخفض الكلفة والعمل على نقل التكنولوجيا وبناء القدرات في ما بين الدول.
واتفق أعضاء إيكاو على القيام بمراجعة الأهداف الطموحة التي وضعها الإطار العالمي بحلول عام 2028 لدراسة وتقييم تطورات السوق والاستثمارات الجديدة في إنتاج الطاقة النظيفة حول العالم.
وقال سلفاتوري شاكيتانو رئيس مجلس منظمة إيكاو خلال الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل إن الإطار “يُمثل خطوة تاريخية لتعزيز جهود العمل المناخي العالمي”.
وأوضح أن القرار يرسل إشارة قوية وموحدة إلى المستثمرين في جميع أنحاء العالم حول الحاجة إلى إعطاء الأولوية للاستثمار في الطاقة النظيفة للطيران.
واعتبر شاكيتانو أن الإطار العالمي لوقود الطيران يعد خطوة مكملة لجهود إيكاو في تنفيذ خطة تعويض الكربون وخفضه في الطيران الدولي (كورسيا).
كما أكد أنه يوفر بيئة محفزة للاستثمار في الوقود النظيف ذي انبعاثات أقل وتوسيع نطاق إنتاجه وكذلك الحصول على التمويل.
ويواجه طريق قطاع الطيران لمسح بصمته الكربونية الكثير من المطبات قبل الوصول إلى هدف الانسجام مع الخطط العالمية لخفض الانبعاثات الملوثة للبيئة حيث يتطلب وقتا أطول بالنظر إلى العديد من المحددات التي سترسم هذا الاتجاه.
ويقول خبراء إنه على القطاع الذي يتعرض لضغوط للحد من تأثيراته السلبية على المناخ اعتماد أساليب مختلفة، من استخدام الوقود غير الأحفوري إلى محركات ومواد جديدة، على أمل الوصول إلى الحياد الكربوني مع الاستمرار في نقل المليارات من الركاب.
وبحسب المجلس الدولي للنقل النظيف نقلت شركات الطيران 4.5 مليار مسافر في العام 2019 مما تسبب في تسجيل 2.4 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.
ويُتوقَّع أن تعود هذه النسبة بدءا من العام الراهن إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الجائحة، وتتضاعف بحلول العام 2050.
وتظهر أرقام اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) أن الشركات حسنت بين 2009 و2019 من كفاءتها لناحية استخدام الطاقة بنسبة 21.4 في المئة، في وتيرة غير كافية في ظل تزايد حركة السفر والشحن وارتفاع الانبعاثات الناجمة عنها خلال هذه المرحلة.
ولطالما سعى الفاعلون في القطاع ليكون النقل الجوي أكثر كفاءة، فالطائرة التي تستهلك كميات أقل من الوقود تكون مُربحة بصورة أكبر، لكن الضغط البيئي المتزايد جعل هذا النوع من الطائرات بمثابة تحدٍّ لضمان استمرارها.
ويُستعان بالوقود المستدام للطيران والذي يُنتَج من الكتل الحيوية (زيوت مُستخدمة، بقايا خشب، طحالب)، في الطائرات الموجودة راهنا والمُرخصة لقبول مزيج بنسبة 50 في المئة من الكيروسين الأحفوري ومئة في المئة بحلول 2030 على ما يعد المصنّعون.
ويمكن لهذا المزيج أن يقلّص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80 في المئة مقارنة بالكيروسين خلال دورة العمل الكاملة.