الإضراب الشامل تضامنًا مع غزة يشل الحركة في لبنان

تحت شعار “الإضراب الشامل” تضامنًا مع غزة، بعد نحو 66 يومًا من العدوان الإسرائيلي عليها، شاركت العديد من الدول العربية بهذا الإضراب امس الاثنين، وكان لبنان في طليعتها، نتيجة إصدار الحكومة قرارًا رسميًا بالإضراب في مختلف المؤسسات.

ورغم أن حالة التضامن مع غزة تتفاوت منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول بين منطقة لبنانية وأخرى، إلا أن إضراب المدارس والمؤسسات الرسمية والنقابات والمصارف، فرض واقعًا مختلفًا، وجعل معظم المناطق مشلولة الحركة، باستثناء بعض المقاهي والمطاعم في بيروت وضواحيها وبعض الأطراف، والتي بقيت مكتظة بروادها، فيما أغلق القليل منها أبوابه.

يأتي هذا الإضراب الشامل وسط مخاوف تعم لبنان من اندلاع حرب واسعة على لبنان، خصوصًا بعد التصعيد الإسرائيلي الخطير أمس الأحد بضرب بلدة عيترون، ووسط انقسام عمودي تفاقم مع تصاعد الأصوات اللبنانية التي تطالب بتحييد لبنان عن الحرب. في حين، يرى كثيرون أن لبنان في عمق هذا الصراع وأن حالة الإضراب الشامل انعكاس لذلك، لا سيما أن القصف الإسرائيلي أدى لتهجير أكثر من ثلاثين ألف مواطن من القرى الحدودية الجنوبية.

كيف بدا لبنان في إضراب الاثنين؟
خلافًا لما يعهده اللبنانيون مطلع الأسبوع من ازدحام كبير، بدا اليوم الاثنين منذ ساعات الصباح الأولى مشلول الحركة، ومن دون زحمة سير، كما لو أنه عطلة نهاية الأسبوع، حيث خلت الشوارع من اكتظاظ الطلاب والموظفين والعمال داخل بيروت وعند مداخلها، وفي مختلف المحافظات اللبنانية.

وإلى جانب مذكرة الإضراب التي أعلنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ألتزمت مختلف المدارس والمعاهد الرسمية والخاصة والجامعات بقرار وزير التربية الذي دعا للإضراب تضامنًا مع الحملة العالمية الداعمة لغزة.

كذلك أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، إغلاق دوائرها اليوم في لبنان والبعثات اللبنانية في الخارج، التزاما بمذكرة مجلس الوزراء.

كما توقفت الأعمال بمختلف المرافئ اللبنانية، وفقًا لما أعلنته وزارة الأشغال، وهو ما انسحب على المصارف أيضًا التي أقفلت أبوابها بإيعاز من جمعية المصارف، وكذلك اتحاد غرف التجارة الصناعة.

وبدا لافتًا شلل الحركة في محطات الوقود أيضًا، وذلك بعد إعلان تجمع الشركات المستوردة للنفط إقفال مستودعات الشركات والتوقف عن تسليم المواد النفطية (بنزين، غاز ومازوت) يوم الاثنين، على أن تستأنف الشركات المستوردة التسليم كالمعتاد يوم الثلاثاء، كما أغلقت البلديات والمصانع والمعامل أبوابها.

وكذلك في صيدا وصور والنبطية، أقفلت معظم المحال التجارية في الأسواق أبوابها، وتم تعليق حركة التجارة اليومية، فيما أعلنت جمعية تجار صيدا وضواحيها اقفال الأسواق، التزامًا منها بالحملة العالمية للإضراب.

شمالًا، التزمت طرابلس وعكار بالإضراب الشامل، وأقفلت المؤسسات والإدارات والمحال التجارية أبوابها. وشهدت طرابلس ظهرًا، وقفة تضامنية شارك فيها العشرات في ساحة النور، رفعوا اليافطات الداعمة لغزة والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي عليها.

كذلك التزمت بالإضراب نقابات الصحافة والصيادلة والمهندسين والمحامين، حيث توقفت عن العمل أيضًا.

كما أطلقت السفن الراسية في مرفأ طرابلس بتوجيهات من وزارة الاشغال العامة صفاراتها، تضامنًا مع غزة وجنوب لبنان في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا ولمدة خمسة دقائق متواصلة.

وشاركت في الإضراب نقابات الصيادلة والمحامين والمهندسين والصحافة حيث توقفت عن العمل أيضًا.

واللافت هذه المرة أن الدعوة للإضراب بدأت خارج الأراضي الفلسطينية، ما عكس حجم الأثر للقضية التي تتصدر هموم العالم ورسالته القوية لإسرائيل والقوى الغربية الداعمة لها، خصوصًا أن عددًا كبيرًا من الهيئات والمنظمات والتجمعات في أوروبا وأميركا يشاركون بإضراب الاثنين وينظمون المسيرات الداعمة لغزة. جاءت الدعوة للإضراب ضمن حملة أطلقها نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، تحت وسم “إضراب من أجل غزة” وStrikeForGaza، ووضعوها في إطار الضغط على مستوى العالم، لدفع الحكومات إلى التحرك بشكل جاد لوقف الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.

 

مصدرالمدن - جنى الدهيبي
المادة السابقةالتوترات في الشرق الأوسط تدفع شركات الشحن البحري لاعتماد مسارات جديدة
المقالة القادمةجدولٌ جديد للمحروقات.. هكذا أصبحت الأسعار