لبنان سيُحقق خلال خمسة أعوام اكتفاء ذاتياً للقمح الطري

أطلقت وزارة الزراعة هذا العام، وضمن سياسة الاكتفاء الذاتي من أجل تأمين الغذاء، خطتها للعام ٢٠٢٣، ٢٠٢٤، ، فتم توزيع ٣٥٠ الف طن من القمح الطري المخصص لصناعة الخبز من صنف ١١٣٣ على ٥٥٠٠ مزارع، يتوزعون على محافظات الشمال والجنوب والبقاع وسهل عكار، وذلك بالتعاون مع “اكساد” و”الفاو” والهيئات الدولية المانحة.

العام الماضي كان نصيب البقاع من القمح الطري ما بين ٦٠ إلى ٧٠ طنا، ام هذا العام فارتفعت الكمية لتصل إلى ١٩٤ الف طن ، للمستحقين المسجلين من المزارعين، ممن ُقُبلت طلباتهم ضمن نطاق دائرة محافظة بعلبك – الهرمل.

يقول رئيس مصلحة الزراعة في محافظة بعلبك الهرمل ان الكمية الموجودة، لا تتناسب وعدد المزارعين المسجلين ممن تقدموا بطلبات للحصول على القمح الطري ، لكن سيتم زراعة عشرة دونمات لكل مزارع، على أمل أن تكون هناك زيادة على الكميات في العام المقبل، من أجل النهوض بالأمن الغذائي وصولا للاكتفاء الذاتي.

مدير عام منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة الدكتور نصر الدين العبيد في “اكساد” قال لـ “الديار”: ان الدول العربية تستورد سنوياً أكثر من ٢٨مليون طن من القمح، اما في لبنان وضعنا خطة للاكتفاء الذاتي بخلال ٥ سنوات، وفي حال نجاح تطبيق الخطة الموضوعة من قبل خبراء “اكساد” للتنمية بالتعاون مع خبراء دوليين ولبنانيين وعلى رأسهم منظمة “الفاو”، وفي حال تم تنفيذ الخطة كما هي مرسومة وموضوعة، فلبنان سيصبح لديه اكتفاء ذاتي من القمح الطري المخصص لصناعة الخبز، لذلك كان الاصرار على استخدام الأصناف المجرب في لبنان، فلدينا صنف رقم ٩٠١ وآخر من الصنف ١٢٣٣ ، هذا الصنف الذي يزرع للسنة الثانية على التوالي في لبنان بمواصفات جيدة جدا، وبإنتاجية عالية بين ٧ إلى ٨ اطنان في الهكتار الواحد.

اضاف: لو زرعنا ١٠٠ الف هكتار من الأراضي المروية والبعلية القابلة للزراعة ، وأخذنا القيمة الإنتاجية فستكون على الاقل خمسة اطنان لكل هكتار، فهذا يعني انتاج ٥٠٠ الف طن سنويا، تزيد قيمتها عن ١٤٠ مليون دولار.

أضاف : جربنا العام الماضي زراعة القمح في لبنان، وسجل انتاج في الطن الواحد ما بين ٦ إلى ٧ اطنان في الهكتار، لكن تأخرنا بزراعة القمح بسبب الإجراءات والروتين الإداري، وبسبب البحث عن ممولين لدفع تكاليف قمح “اكساد”، واكد ان القمح يزرع عادة ما بين ١٥ تشرين ثاني و١٥ كانون اول من كل عام، فإذا تأمنت مستلزمات الإنتاج في شهري ايار وحزيران من هذا العام، وفي حال تسلمت الدولة المحاصيل، هذا يعني ان لبنان خلال ٥ أعوام يكون على طريق الاكتفاء الذاتي، وهذه البذور من صنف اكساد ١١٣٣ تعيش٣٠ عاما، ويمكننا ان ندخل صنف ٩٠١ أيضا وهو صنف مؤصل. واشار الى ان المسألة تبقى مرتبطة بالتمويل ، فعلى الحكومة اللبنانية ان تتابع هذا الموضوع، لما له من أهمية خاصة في حالات الشح، وخاصة استيراد قمح الخبز الذي أصبح حاجة لدى كل دول العالم، وخاصة في منطقتنا العربية. اضاف : نحن في اكساد، نرسل مئات الآلاف من أغراس الزيتون إلى الجنوب الآن.

ولفت الى ان القمح يزرع سنويا في الجنوب وعكار الهرمل والشمال وفي مناطق مختلفة، وفي أرض لبنان الخصبة والمناخ الرائع جدا والجيد جدا لزراعة القمح، وخاصة في المناطق التي تزيد نسبة الأمطار فيها ما بين ٤٠٠ إلى ٥٠٠ ملم، التي يمكن أن يصل إنتاجها إلى تسعة اطنان، أسوة لما وصل اليه الإنتاج في المملكة العربية السعودية وموريتانيا والعراق، وفي عدد كبير من الدول العربية.

وختم مثنياً على التعاون بين وزارتي الزراعة والعمل لتأمين البذار المحسن، الذي هو جزء من الأمن غذاء الأمن القومي العربي.

مصدرالديار - حسين درويش
المادة السابقةالعقول اللبنانيّة المهاجرة… خسائر بالمليارات
المقالة القادمةالكابيتال كونترول يسقط بمطرقة المجلس!