تنتظر ريتا (اسم مستعار) قدوم موسم الصيف بفارغ الصبر لارتياد المسبح والاستمتاع بأشعة الشمس، ولكن في السنوات الماضية وبعد الأزمة اللبنانية بات تفكّر مرتين قبل أن تقرر هي وزوجها وأولادها ارتياد المسابح الخاصة نظراً للكلفة المرتفعة للدخول، وما يتبعها من أسعار متصاعدة للمأكل والمشرب وغيرهما… من هنا فضّلت عدم الذهاب وليس إرتياد الشاطئ نظراً للكلام عن أن نسبة التلوّث فيه مرتفعة وعدم وجود إمكانية لتنظيفه.
سامي (إسم مستعار) يخشى كثيراً من أن يترك أولاده يرتادون الشاطئ العمومي نظرا لوجود التلوّث، ويعتبر أن “موسم الصيف يشكل له مشكلة لأنّ راتبه في العمل لم يتحسّن، وبالكاد يستطيع تأمين المأكل والملبس لأطفاله وهو لا يريدهم أن يشعروا بالحرمان، من هنا يحسّ وكأنه مقصّر تجاههم وفي نفس الوقت لا يمكنه فعل أي شيء في هذا الخصوص، ولا حتى السماح لهم بارتياد الشاطئ العمومي”.
في هذا الاطار تشير مصادر مطلعة الى أن “تنظيف الشواطئ العامة هو من مسؤولية وزارة الأشغال ولكن بعد الأزمة اللبنانية ونظراً لتقليص الميزانية فإن القيام بهذه العملية أًصبح شبه صعب”.
وهذا ليس كلّ شيء إذ تدعو المصادر الى عدم تناسي مشكلة النفايات التي تصدّرت الأخبار في السنوات الماضية وكيف تمت معالجتها سواء في منطقة برج حمود أو غيرها عبر ردم القُمامة في البحر وسط حاجز بحري، وهذا الامر حتماً أثّر وبشكل كبير على الشاطئ اللبناني ونظافته، ونتيجة للتلوث فإنه حتماً سيؤثّر على الانسان.
ورُغم هذا المشهد ومرور السنوات فإن اللبنانيين والسوّاح طالما كانوا يفضّلون ارتياد المسابح الخاصة. وهنا يشير نقيب أصحاب المؤسسات السياحية جان بيروتي الى أن “أسعار المسابح في لبنان تبدأ من 5 دولار وصولا الى 40 دولار، وهناك بعض الأمكنة التي يقولون فيها إن الأسعار جدا مرتفعة، في الحقيقة قد تكون هي ليست بمسابح خاصة بل ربما فنادق فخمة خمس نجوم، نعم هنا قد يصل السعر الى 40 $ بسبب المكان إذ أن التكلفة على صاحب الفندق كبيرة ولهذا فإن أسعار الدخول قد تصل الى المبلغ المذكور”.
“الكلفة أعلى من السنّة الماضية لكنها لم تتعدَّ الـ10%”. هذا ما يؤكده بيروتي، مشيرا الى أننا “وفي الوقت الراهن أعدنا رواتب الموظفين الى ما كانت عليه قبل الأزمة وبالدولار بنسبة تتراوح الى 70% للموظف الواحد”، مشددا على أن “الصيف الماضي كان جيداً جدا وانتظرنا أن يشبه هذا الصيف العام الماضي ولكن للأسف فاجأتنا الأحداث الحاصلة في المنطقة والتي أثّرت علينا بشكل كبير”.
في المحصّلة ومهما كانت الكلفة فإن محبّي السباحة لن يتخلوا أبداً عن ممارسة الرياضة التي يحبونها أو حتى للإستمتاع بأِشعة الشمس، ويبقى الأهمّ هو تنظفي الشواطئ العموميّة بعد كلّ ما اصابها من أضرار جرّاء رمي النفايات في البحر.