وقع عطل تقني في أنظمة شركة مايكروسوفت امس، وُصف كأحد أكبر وأخطر الأعطال على مدار سنوات. أحدث العطل موجة عارمة من الفوضى بلغت حد “الشلل” في الكثير من القطاعات الحيوية في العالم، بينها شركات طيران ومطارات وشبكة قطارات وشركات شحن ومصارف وبورصات ومؤسسات حكومية وغيرها.
وكانت شركة مايكروسوفت قد أعلنت عن خلل في نظامها العام العالمي، يعود إلى الخلل التقني الذي تواجهه شركة الأمن السيبراني كراود سترايك “Crowdstrike” في أحد خوادمها. وحسب شركة “مايكروسوفت”، فإنها تواصل التعامل مع التداعيات المستمرة لتطبيقات “مايكروسوفت 365” المتبقية التي يشوبها الخلل.
الخلل التقني بأحد خوادم شركة “كراود سترايك” انعكس سلباً على الكثير من مطارات العالم وأنظمة النقل والمستشفيات وغيرها.. ما يطرح تساؤلات حول مدى أمان الأنظمة التقنية في لبنان وحجم تأثرها بالعطل التقني العالمي.
لبنان ليس بمنأى
قد يكون لبنان نجا من انعكاسات العطل التقني العالمي على مطاره وشركات اتصالاته وغيرها من الخدمات، لسبب أساسي أكده وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال، جوني القرم، يعود لعدم اعتماد نظام الحماية crowdstrike الذي يقف بشكل أساسي خلف موجة التعطيل بالعالم. لكن ما مصير المؤسسات والقطاعات التي تعمل من خلال ارتباطها مع الخارج؟
لم تنج المستشفيات الخاصة في لبنان من تأثيرات العطل التقني العالمي. فقد أثر سلباً على قدرتها على التواصل مع المؤسسات الضامنة عبر الانترنت، حسب ما أكد نقيب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون. ومثلها تأثرت شركات التأمين في لبنان، التي بات بعضها عاجزاً عن التواصل مع شركات إعادة التأمين العالمية.
ويؤكد مصدر في أحد المصارف اللبنانية، بأن عدداً كبيراً من المصارف المحلية أربِكت لانقطاع التواصل مع المصارف المراسلة خارج لبنان، لاسيما الأميركية منها. موضحاً بأن التعامل مع المصارف المراسلة توقّف خلال ساعات العطل التقني، ولا يزال مربكاً حتى اللحظة. وهو ما علّق عمليات تحويل الأموال بالاتجاهين من لبنان وإليه.
في المقابل، لم تتأثر شركات الاتصالات الخلوية في لبنان، Alfa وTouch، بالعطل التقني العالمي، ومثلها خدمات أوجيرو. أقله لم يظهر أي تأثر حتى اللحظة. إذ أوضح المدير العام لهيئة “أوجيرو” عماد كريدية أن الهيئة تعمل على مواكبة تداعيات الخلل التقني على الأنظمة المحلية، لضمان استمرار العمل بأقل تأثير ممكن. مع العلم أنه لم يتم الإبلاغ عن أي عوارض محلية حتى الآن.
أما مطار بيروت، وحسب رئيس المطار فادي الحسن، فإن الخلل التقني العالمي لم يؤثر على حركة الطيران في مطار بيروت، إلا أنه أثر لبعض الوقت على أنظمة التسجيل والحجوزات. لكن الأمور عادت إلى طبيعتها، وحركة الطيران لم تتأثر.
“شلل” على مستوى العالم
وكان العطل التقني العالمي قد عطّل عمل كبرى شركات الطيران الأميركية، من بينها خطوط دلتا ويونايتد وأميركان، التي اضطرت لوقف جميع رحلاتها. كما توقفت حركة الطيران في مطار العاصمة الألمانية، برلين.
وأعلنت أكبر شركة مشغلة للسكك الحديد في المملكة المتحدة أنها تواجه مشاكل فنية على نطاق واسع، وحذرت من احتمال إلغاء رحلات. كما توقف العمل في النظام الطبي في بريطانيا، بسبب مشاكل في أنظمة العمل. وانضمت بورصة لندن إلى البنوك وشركات الطيران التي أعلنت عن الخلل التقني.
من جهة أخرى، قالت مصادر في قطاع النفط والغاز إن عدة مقرات رئيسية لتداول النفط والغاز في لندن وسنغافورة، تواجه صعوبات في تنفيذ المعاملات بسبب تعطل الإنترنت.
كما أثر الخلل التقني العالمي على العمليات في مختلف البلدان، بما في ذلك المطارات الإسبانية، وشركة الطيران التركية، ووسائل الإعلام، والبنوك الأسترالية، وشركات للخطوط الجوية العالمية والسكك الحديدية، في اليابان والهند والتشيك وإيرلندا وفرنسا.
وتوقف العمل بأحد مطارات أمستردام بهولندا، وهو أحد أكثر مطارات أوروبا ازدحاماً. وذلك نتيجة مشكلات وتعطل عالمي في خدمات الإنترنت.
وشملت الأعطال الشركات الأسترالية والمصارف وشركات الطيران ومزودي الانترنت والهاتف. وكذلك الأمر في تركيا، فقد واجهت شركات الطيران التركي مشكلات في أنظمة الحجز وتسجيل وصول الركاب وإصدار التذاكر بسبب خلل فني عالمي.
وأثر الخلل التقني العالمي على المطارات الإسبانية وشركة الطيران الإيرلندية والخطوط الجوية الفرنسية “آير فرانس”، التي تعطلت عملياتها بسبب مشكلة تقنية عالمية، موضحة أن الرحلات الجوية التي أقلعت بالفعل لم تتأثر بالمشكلة.
كما لم يتمكن المتسوقون في عدد من الدول من الدفع في المتاجر عبر بطاقات فيزا، بسبب تعطل نظم الدفع.