لمدة سنة وخمسة أشهر وأربعة أيام، جرى تمديد حصرية كلّ من شركة طيران الشرق الأوسط وكازينو لبنان. وقد جاء ذلك في قرار صدر في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، بناءً على رأي صادر من هيئة التشريع والاستشارات التي اعتبرت في رأيها الصادر في 5/12/2023 تحت الرقم 593، أن النصوص القانونية جاءت واضحة لجهة تعليق المهل القانونية بين 18/10/2019 و22/3/2021 (فترة كورونا)، وأشارت إلى أن امتياز الكازينو مشمول بهذه القوانين، وأن حصرية الميدل إيست أيضاً مشمولة. وكانت وزارة المال قالت إن عقد استثمار نادي ألعاب القمار في مادته الـ11 يحدّد مدّة الامتياز بـ30 سنة، مشيرة إلى أن ما حصل في فترة إعلان التعبئة العامة «يتّسم بطابع مبدئي وقد يكون له انعكاس مالي كبير». بالنسبة إلى شركة طيران الأوسط، فإنها قالت في رسالة موجّهة إلى وزارة الأشغال أن «الظروف القاهرة المتتالية التي بدأت منذ 17/10/2019 ألحقت خسائر باهظة بالجميع وحرمت الشركات والأفراد من ممارسة الحقوق المعطاة لهم»، وأن مجلس الوزراء قرّر في تموز 2020 «تسوية أوضاع المستثمرين العاملين في مطار بيروت الدولي عن طريق تطبيق مفعول قوانين تعليق المهل المذكورة عليهم بسبب الصعوبات والخسائر التي طاولتهم بنتيجة الظروف والأحداث»، وأنها «تضررت مباشرة من الأحداث وحُرمت أيضاً من الاستفادة من الحق الحصري الممنوح لها بسبب الشح الكبير في عدد الرحلات والمسافرين وفترات إقفال المطارات، ولم تتقدم بطلب مساعدة مالية من الدولية اللبنانية خلافاً لما فعلته غالبية شركات الطيران في العالم»… وبالفعل، وافق المجلس على هذه الادّعاءات، ومنح الكازينو وشركة طيران الشرق الأوسط مفاعيل تمديد الحصرية والامتياز، لكن هل أجري تدقيق واضح في مزاعم الخسائر التي تكبّدها الطرفان؟ هل لدى الحكومة علم واضح بإيرادات الكازينو وشركة طيران الشرق الأوسط بالعملة الأجنبية في فترة التعليق؟ كيف سدّدا الضرائب وحصص الخزينة من الإيرادات، وبأي سعر صرف احتسباها في موازناتهما؟ التمديد لهما مشروع، والتدقيق مطلوب أيضاً.
