لعل المبادرة التي اطلقتها جمعية الصناعيين اللبنانيين حول تأمين وتجهيز مراكز الايواء بحمامات مخصصة للاستحمام “دوش” لاقت ترحيبا لافتا قد تسري مثل هذه المبادرات على جمعيات اقتصادية اخرى لتؤكد مرة اخرى ان القطاع الخاص يبقى الداعم الاساسي للمجتمع اللبناني الذي تعرض خلال السنوات الخمس الاخيرة الى الكثير من المشاكل بدأ من الانهيار النقدي ومرورا بجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت وانتهاء بالحرب الدائرة بين اسرائل وحزب الله حيث دلت ان القطاع الخاص كان خير المعين والمساعد لبلورة الجراح ومساعدة الاخرين في الظروف الصعبة التي نعيشها ويعيشها هذا القطاع
من المؤكد ان القطاع الخاص اللبناني قد تعرض للكثير من الضربات كانت ستؤدي به الى التهلكة لكنه وكما يقول رئيس اتحاد المستثمرين اللبنانيين جاك صراف ان القطاع الخاص قد تأقلم مع الاحداث التي وقعت منذ العام ١٩٧٥ولغاية الان حيث اثبت قدرته على التعامل مع هذه الاحداث بمرونة وواقعية ادت الى استمراره ولو كانت هذه الاحداث وقعت في دول اخرى لتوقفت عن العمل واقفلت ابوابها وبالتالي لا يجد طريقة الا ويكون في مقدمة المساهمين بالمساعدة والعون .
ولا يخفي اعضاء جمعية الصناعيين ان رئيسها كان المبادر الى هذه المبادرة مصرا على تفاعلها مع وزارة الصناعة والمجتمع الدولي انطلاقا من استعداد الصناعيين للمساهمة بهذه المبادرة حيث تقدر الكلفة ب ٧ملايين دولار اميركي اذا تم تجهيز حوالى الالف دوش .
يقول نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش للديار لقد قرر مجلس ادارة الجمعية ان يبادر الى تأمين حمامات مخصصة للاستحمام “دوش “في مراكز الايواء غير المجهزة بهذه الخدمة مع مياه ساخنة ، بعد ان رأينا ان المساعدات التي تأتي الى النازحين اغلبها مواد غذائية وطبية والمنظفات والالبسة وغيرها خصوصا بعد ظهور امراض معدية .
ويضيف بكداش :لقد اردنا المساهمة انطلاقا من شعارنا “صنع في لبنان “عندما طرح احد اعضاء مجلس ادارة الجمعية موضوع تأمين بيوت جاهزة تؤمن كل واحد منها بين ٦و ٨ حمامات “دوش”مع خزانات مياه، وهذه الحمامات متوافرة لدى الكثيرين من الصناعيين اللبنانيين الذين ابدوا استعدادا للعمل بهذه الخدمة واذا اردنا صناعة الف دوش فان الكلفة هي ٧ ملايبن دولار اذا كانت كلفة الواحد منه ٧ الاف دولار .
وقد عرضنا المبادرة على وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال جورج بوشكيان الذي رحب بالمبادرة ونقلها الى مجلس الوزراء املا ان تساهم المؤسسات الدولية في دعم هذه المبادرة .
ويقول بكداش: سنعرض الموضوع على الهيئات الاقتصادية لعلها تساهم معنا في هذا المشروع لكن اعضاءها يشكون بان جمعياتهم تعاني من هذه الحرب المدمرة لكن نحن سنطلب من اعضاء جمعية الصناعيين المساهمة في هذا المشروع لخدمة مجتمعنا خصوصا ان القطاع الخاص معروف عنه انه صاحب مبادرات ويمكن الاتكال عليه .
على اي حال فان جمعية الصناعيين برئاسة سليم الزعني قامت بهذه المبادرة على ان تتبعها خطوات لمساعدة النازحين اللبنانيين من قبل كل الهيئات والجمعيات .
وكانت جمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة سليم الزعني قد اصدرت بيانا أعلنت فيه ان جمعية الصناعيين كانت قد اقرت مشروع تجهيز مراكز الايواء بحمامات مخصصة للاستحمام “دوش” في اجتماع مجلس ادارتها الاخير الذي عقد قبل ثلاثة اسابيع.
وأوضحت الجمعية ان هذا المشروع يهدف الى تمكين أهلنا النازحين من الحصول على خدمة الاستحمام وذلك عبر توفير بيوت جاهزة préfabriqué تحوي كلا منها على 8 حمامات مخصصة للاستحمام، على ان يوضع في كل مركز ايواء بيت جاهز منها.
وأكدت الجمعية انها ابلغت وزير الصناعة جورج بوشكيان عن المشروع وقد أيَّدَ الفكرة ودعمها.
وإذ لفتت الى ان المشروع هو قيد الانجاز اشارت الى ان تمويله سيكون على عاتق الصناعيين اللبنانيين وذلك تعبيرا عن تضامنهم ووقوفهم الى جانب أهلنا النازحين.