إنفوغراف: أسعار تذاكر الطيران تحلّق

قد يكون أمراً طبيعياً أن ترتفع أسعار تذاكر الطيران إلى لبنان منذ بداية الحرب وحتى اللحظة بعد وقف إطلاق النار، خصوصاً أن أحد أهم أسباب ارتفاع الاسعار لا يزال قائماً وهو ارتفاع قيمة التأمين على الطيران وإبقاء شركات الطيران العالمية لبنان في دائرة Red Zone عالية المخاطر واقتصار الرحلات من وإلى لبنان عبر طيران الشرق الأوسط فقط. إلا أن مستوى الأسعار الذي بلغته تذاكر الطيران إلى لبنان في شهر الأعياد فاق كل التوقعات، فقد بلغت الأسعار مستوى لم يشهده المغتربون اللبنانيون سابقاً.

أسعار خيالية
وليس بالأمر المبالغ وصف شركة طيران الشرق الأوسط، موظفين وقباطنة، بالأبطال. فطائرات الشركة استمرت بالطيران وسط غارات الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال الحرب. لم تتوقف طائرات الميدل إيست يوماً ولم تقطع صلة الوصل بين اللبنانيين ودول العالم. ولكن هل يبرّر كل ذلك تحليق مستوى اسعار تذاكر السفر بالشكل الذي يشهده اللبنانيون اليوم.

بلغ معدّل سعر تذكرة الطيران خلال الشهر الحالي من باريس إلى بيروت عبر شركة  طيران الشرق الأوسط “الميدل إيست” 2150 دولاراً ومن لندن إلى بيروت 1600 دولار. أما من دبي إلى بيروت فوصل سعر التذكرة إلى 1900 دولار في حين تتوفّر تذاكر بسعر أدنى بشكل ملحوظ لكن مع محطة توقف لمدة لا تقل عن 24 ساعة. ومن العراق إلى بيروت بلغ سعر التذكرة 500 دولار ومن قطر 900 دولار ومن الكويت 1800 دولار ومن تركيا 1500 دولار.

بعد توقّف كافة شركات الطيران العربية والعالمية عن الهبوط في مطار بيروت بفعل الحرب استمرت الميدل إيست بتسيير رحلاتها، إلى حين وقف إطلاق النار الاسبوع الفائت فزادت الأخيرة رحلاتها تلبية للطلب العالي على تذاكر العودة إلى البلد من قبل اللبنانيين الذين نزحوا خارج لبنان هرباً من القصف الإسرائيلي.

ومع وقف إطلاق النار واقتراب موسم أعياد الميلاد ورأس السنة قررت العديد من شركات الطيران استئناف رحلاتها إلى لبنان ومنها الطيران العراقي الذي عاد بالفعل إلى تسيير رحلات بين بغداد وبيروت، ومن المتوقع أن يستأنف الطيران التركي والقطري والمصري والإثيوبي والأردني رحلاته إلى لبنان في الأيام القليلة المقبلة.

أسباب ارتفاع الاسعار
برّرت شركة طيران الشرق الاوسط أكثر من مرّة ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بارتفاع المخاطر عليها ومضاعفة شركات التأمين العالمية أسعار بوالص التأمين بسبب المخاطر المحدقة برحلات الطيران في المنطقة، فالشركات العالمية أبقت على لبنان في دائرة الـRed Zone بسبب المخاطر المرتفعة. ولكن هل يعد هذا السبب كاف لرفع الأسعار بشكل هائل؟ يعلّق مصدر مطلع على الملف بأن أسعار الميدل إيست اليوم غير مبرّرة وإن كانت مدفوعة بالطلب العالي على تذاكر القدوم إلى لبنان في موسم الأعياد عازياً السبب إلى أن مجلس الوزراء كان قد أقر تغطية تكاليف التأمين عن شركة الميدل إيست لعدم تكبدها أعباء مالية كبيرة بفعل الحرب.

قرار مجلس الوزراء وإن كان لم يتم تطبيقه حتى اللحظة إلا أنه أتُخذ، ومن المفترض أن يغطي الأعباء الناتجة عن تكاليف التأمين ومن شأن ذلك أن يدفع شركة الميدل إيست إلى الإبقاء على أسعار تذاكر الطيران، بهامش مرتفع نسبياً كما في كافة مواسم الأعياد، وهو ما لم يحصل.

سبب آخر يبرز أسباب ارتفاع اسعار التذاكر من دون تبرير وهو غياب الرقابة الإدارية والمالية على الشركة؛ فلا إدارة المطار ولا الأجهزة الرقابية ولا حتى مصرف لبنان الذي يملك من الشركة 99 في المئة، يمارس أي رقابة أو يضع ضوابط على أداء الشركة.

مصدرالمدن - عزة الحاج حسن
المادة السابقةقراءة اولية للخسائر والاثر الاقتصادي لحرب اسرائيل على لبنان
المقالة القادمة400 صيدلية تضررت بالعدوان… والعين على الدول المانحة