ستعود المؤسسات الدستورية في البلاد الى العمل وتعود معها الحياة الى مختلف القطاعات، خصوصا مع إنتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة، والسياحة ستكون واحدة من التي ستتأثر بهذا الامر بعد الازمة التي مرت على لبنان، والّتي بدأت في العام 2019 لتأتي بعدها قضية إنفجار المرفأ من ثمّ الكورونا وصولا الى الحرب وما تلاها…
في صيف العام 2023 سجّل الموسم السياحي أرقاماً ايجابيّة بعد التراجع الذي شهده نتيجة الازمة التي سنة 2019 وخلق الاف الوظائف في القطاع المطعمي وغيره، أتت بعده الحرب التي بدأت في غزّة وجنوب لبنان بعد “طوفان الاقصى” وأثرت بشكل كبير. حالياً يفترض أن تتحرك العجلة الاقتصاديّة ومعها السياحة بعد تشكيل الحكومة، فيكون البلد على موعد مع عودة شركات الطيران وفتح المطاعم والمقاهي وغيرهم، أي سنكون على موعد مع موسم سياحي مقبل يعوّل على أن يكون مزدهراً. وفي هذا الاطار أشار عضو نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة مارون ضاهر عبر “النشرة” الى أن “حوالي 90% من شركات الطيران التي كانت تعمل في بيروت قبل الحرب عادت الى لبنان، وما تبقى هو قسم قليل جداً”، مشددا على أنه “أمنياً رفع الحظر وشركات التأمين خفضت الأسعار ليتبقى فقط الشقّ التجاري إذ من الصعب أن تسيّر شركات الطيران رحلات ولا يكون عدد الركاب مكتملاً فيها”.
“في أواخر آذار ستبدأ شركات طيران أخرى بالعودة مثل “لوفتهانزا” و”ترانسافيا”. هذا ما يؤكده مارون ضاهر، مشيرا الى أننا “نتوقع أن يكون فصل الصيف ممتازا بعد تشكيل الحكومة”، مشددا على وجود “حجوزات كثيرة للموسم القادم، ولكن اللافت أن الناس بدأت تشتري تذاكر يمكن استرجاعها أو Refundable نظرا لأنه في السنوات الماضية وبسبب الأزمات التي حدثت خسر الناس أموالهم نتيجة عدم إمكانهم لرد التذاكر”.
بدوره نائب رئيس نقابة المطاعم خالد نزهة، أشار الى أن “الأمل كبير ولكن تشكيل الحكومة والناس ينتظرون وقف اطلاق النار لأنّ هذا كلّه يؤثّر، بعدها سنرى حضورا قوّيا ظاهرا وكلنا ننتظر أن يعود العرب الى بيروت في أعداد من السعودية وقطر لأن مدة إقامتهم أكبر بكثير وأطول”، مشددا على أن “الحضور العربي الأساسي كان في فترة الصيف ما قبل العام 2006 والمهمّ اليوم هو أن يبدأ اللبنانيون بالعودة الى البلد، واليوم أكثر قطاع جهوزية هو قطاع المطاعم والكل ينتظر أن تبدأ الحكومة بالعمل مع توقعات باطلاق ورشة إصلاح كبيرة وكبيرة جداً”.
في المحصّلة بدأت عجلة القطاع السياحي بالدوران بعد تشكيل الحكومة وعودة شركات الطيران الى لبنان، ويبقى الاهم في هذا كله ما ستحمله الايام المقبلة، فهل يكون موسم الصيف واعداً كما تتوقّع الترجيحات أم سيكون هناك أزمات أخرى قد تعيد الأمور الى الوراء من جديد؟!.