أفضت التغييرات التي أعقبت انتخاب رئيس الجمهوريّة وتشكيل الحكومة إلى مناخ إيجابي انعكس على الشارع اللبناني بشكل عامّ، حيث أدّى الإفراج عن شوارع مُقفلة في وسط بيروت على مدى سنوات إلى انفراجات سمحت بإعادة الحركة إلى الوسط المشلول وبدأت المحال بإعادة فتح أبوابها تحت عنوان “راجعين”.
عشيّة بدء شهر رمضان المبارك عادت أسواق الوسط تضجّ حياة وتمنح أملاً بموسم منتج على مختلف المستويات.
المدير العام لأسواق بيروت أديب النقيب يُوضح لـ “نداء الوطن”، أنّ “وسط بيروت يشهد حركة تجاريّة مُتزايدة وانتعاشاً، مع ازدياد الإقبال على مناطق الصيفي، ميناء الحصن، وأسواق بيروت، التي تمكّنت من تأجير حوالى 85% من قدرتها الاستيعابيّة”.
ويتوقع النقيب أنْ “يُساهم هذا التطوّر، إلى جانب إعادة فتح الطرقات في الوسط التجاري لا سيّما ساحة النجمة، في استقطاب مزيد من الاستثمارات وارتفاع الطلب على المحال التجاريّة، ما يُعزّز النشاط الاقتصادي في العاصمة”.
ويُشير إلى أنّه “حالياً، تضمّ أسواق بيروت 63 علامة تجاريّة مميّزة من الألبسة والمطاعم والمقاهي التي بدأت تستقبل الزوّار والمتسوّقين منها بالإضافة إلى صالات السينما والسوبر ماركت كما تم افتتاح صالة Chill lounge وهي مساحة ترفيهية فريدة مصمّمة خصيصاً للفئات العمريّة من 12 سنة وحتى 17 سنة حيث يمكن للشباب قضاء أوقات ممتعة في بيئة مُريحة وآمنة”.
علامات جديدة
ويكشف النقيب أنّه “سيتمّ افتتاح 51 علامة جديدة بشكل تدريجي خلال الأشهر الثلاثة المُقبلة كحدّ أقصى، بعضها يفتح للمرة الاولى في لبنان. وخلال شهر آذار الجاري فقط سيتمّ افتتاح 24 علامة تجارية جديدة، تشمل علامات عالمية تعود الى الاسواق، مثل Alo Yoga ، L’Occitane , Mango, Massimo Dutti The Giving Movement, Bershka, Stradivarius , ومطاعم مثل OBI, Crepaway, Beit Sara هذا بالإضافة إلى عدد من المحال قيد التفاوض”.
وفي هذا الإطار، يلفت النقيب إلى أنّه “تمّت إعادة افتتاح بعض المحلات التجارية السابقة وأضفنا مجموعة متنوّعة من العلامات التجارية الجديدة والمميّزة، مع الحفاظ على توازن بين الماركات العالمية والمحليّة لتلبية مختلف الأذواق والميزانيات. كما تمّ تعزيز تجربة الزوّار بزيادة عدد المطاعم والمقاهي لتلبّي كل الأذواق، ما يضمن تجربة متكاملة تجمع بين التسوّق والترفيه، وذلك بهدف جعل تجربة المتسوّق فريدة ومميّزة -حسب النقيب- “استقطبت أسواق بيروت علامات عالميّة وجديدة تفتح للمرّة الأولى في لبنان”.
ويختم النقيب، بالقول: “نحن متحمّسون لإعادة إطلاق أسواق بيروت لتكون المحرّك الرئيسي لانتعاش اقتصاد العاصمة، وجذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز ثقة الشركات بالسوق اللبنانية، وتوفير فرص عمل جديدة في قطاعات البيع والضيافة والخدمات وتنشيط السياحة ما يضع أسواق بيروت في موقعها الطبيعي كوجهة رئيسيّة للمواطنين وللزوّار العرب والأجانب”.
لأكثر من 6 سنوات، عانت منطقة وسط بيروت من “شلل شبه تام” إنْ كان على صعيد حركة المُتسوّقين أو حتى الزوّار والسيّاح، واستمرّ على شكل مدينة “الأشباح”، رغم أنّها منطقة إنعاش اقتصادي للعاصمة بيروت، هذه المنطقة التي لطالما شكّلت على مرّ تاريخ العاصمة مركز الثقل الاقتصادي ومحور الحياة الاجتماعية كان شللها طيلة هذه السنوات ينعكس شللاً على مختلف المناطق اللبنانيّة.
ولكن سبب عزل “الوسط” عن محيطه على خلفيّة التحرّكات الشعبيّة عام 2019، اقترن لاحقاً بتداعيات انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020 الذي ألحق دماراً هائلاً بالأمكنة المُحيطة، ما زاد “الطين بلّة”.
أمّا اليوم، مع الانفراج السياسي الذي حصل بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون، وتشكيل حكومة “الإصلاح والإنقاذ” برئاسة نواف سلام، فقد بدأ الوسط يخرج من أسره حيث طلب سلام إزالة العوائق التي كانت قد وضعت، وطلب رئيس الجمهورية في أوّل جلسة للحكومة من الوزراء رفع التحصينات في الشوارع التي تُحيط بوزاراتهم.