لماذا القطاع السياحي في لبنان غير متفائل بتحسن الاوضاع السياحيةً في الاعياد ؟

اثار الكلام الذي قاله رئيس نقابة اصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود ان حركة حجز تذاكر الطيران لعيد الفطر لا تلبي الطموحات كونها ستبقى قريبة جدا مما هو مسجل في عيد الفطر من العام الماضي اثار التعجب والحيرة عن الاسباب التي تمنع عودة السياحة الى سابق ازدهارها رغم الامال المعلقة عليها وما تدخله من عملات صعبة في الاقتصاد الوطني.

وفي هذا الإطار، اشار عبود إلى أنه “رغم التطورات الإيجابية الكبيرة التي حصلت في لبنان، هناك إجراءات عديدة لم تتّخذ بوتيرة سريعة، ولو جرى اتخاذها كانت ستكون كفيلة بإحداث صدمة إيجابية تساعد في استعادة السياح العرب”.

ولفت إلى أن “القادمين إلى لبنان في موسم الأعياد هم لبنانيون مغتربون أو يعملون في الخارج، كذلك سيكون هناك بعض السياح العرب من عراقيين وأردنيين ومصريين”.

وفي حديث للديار قال عبود :صحيح ان تأييدا عربيا ودوليا للعهد والحكومة ولكن هذا التأييد مشروط بتطبيق الاصلاحات وطالما انه لم يتم تحريكها حتى الان فان السياحة لن تتحرك ايجابا وبالتالي “فالطابة “في ملعب الحكومة فاذا عمدت الى تطبيق الاصلاحات يعني ان السياحة ستتحرك ايضا .

واستغرب عبود ان تقوم الحكومة باصدار موازنة العام ٢٠٢٥ بمرسوم كما ان البيان الوزاري لم يتطرق الى السياحة ولا حتى لم يذكرها بالاسم متسائلا هل الحكومة وضعت السياحة في الخانة الاخيرة .

وتوقع عبود ان يشهد عيد الفطر وعيد الكبير لدى الطوائف المسيحية اقبالا خصوصا من اللبنانيين العاملين في الخليج وبعض الجنسيات العربية المعتادة معتبرا ان السياحة في لبنان من دون السياح الخليجيبن لا شيء ومساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني لا تشكل اي نسبة معقولة .

واكد عبود ان شركات الطيران العربية والاجنبية عادت بمعظمها باستثناء شركة لوفتهانزا الالمانية الا انها وضعت برنامجها لفصل الصيف اعتبارا من شهر نيسان المقبل .

ما هي الاجراءات العديدة التي لم تتخذ من اجل العودة السياحية الى لبنان ؟

كان يتوقع القطاع السياحي ان تكون زبارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الى المملكة العربية السعودية ايجابية من ناحية الاسراع في رفع الحظر عن سفر السعوديين الى لبنان ومنهم الخليجيون لكن هذا لم يتحقق اقله بمناسبة عيد الفطر حيث سيضطر هؤلاء الى السفر نحو بلدان العالم باستثناء لبنان وبات اهل القطاع يأملون ان يتم ذلك في فصل الصيف المقبل .

عودة السعوديين والخليجيين الى لبنان كان سيحقق عودة للسياحة الخليجية الى لبنان لان السياح الخليجيين هم الاكثر عددا الذين كانوا يقصدون لبنان قبل الحظر حوالي نصف عدد السياح الذين يأتون الى لبنان والاكثر انفاقا وبالتالي هذا يعني فقدان عنصر ايجابي مهم للسياحة اللبنانية .

ويأمل اهل القطاع الا يكون رفع الحظر بات مرتبطا بالاوضاع السياسية وتحقيق الاصلاحات وضب السلاح غير الشرعي واعادة اعمار ما هدمته اسرائيل في عدوانها الاخير على لبنان .لانهم يعتبرون اي اهل القطاع ان السياح الخليجيين هم الرئة التي تتنفس منها السياحة في لبنان بالاضافة بالطبع الى الانتشار اللبناني .

وفي هذا الصدد يقول رئيس مجلس رجال الاعمال الكويتي اللبناني اسعد صقال فيقول :

بالنسبة لبدء ظهور مفاعيل الزيارة، فيرى صقال إن الموضوع كان واضحاً من خلال ما قاله فخامة الرئيس بأن الأمور الأساسية في العلاقات بين البلدين لا سيما لجهة رفع الحظر على مجيء الأشقاء السعوديين إلى لبنان أو السماح للمنتجات اللبنانية بالدخول إلى الأسواق الخليجية ،وكذلك بالنسبة لتوقيع الاتفاقيات بين البلدين (22 اتفاقية) فإن ذلك يتطلب المزيد من الدرس والإعداد، وقد تم الإعلان عن أن الرئيس عون سيزور السعودية بعد عيد الفطر لإتمام هذه الأمور.

كان القطاع السياحي متحمسا لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله الا ان استمرار الغارات الاسرائيلية جنوبا وبقاعا والاشتباكات بين لبنان وهيئة الشام لا تبشران بامكانية عودة السياح العرب وخصوصا السياح الاوروبيين الذين ما تزال بعض الدول تطبق حظر سفر رعاياها الى لبنان .وبالتالي لم يعد هناك في الميدان الا “حديدان “اي اللبنانيين العاملين في الدول الخليجية الذين يتوقون للمجيء الى لبنان مهما كانت الصعاب .

المسألة الثالثة وهي التي تحدث عنها عبود بضرورة تطبيق الاصلاحات والا لن تعود السياحة لان العرب والدول الاجنبية يعولون كثيرا على ان تسارع الحكومة الى تطبيق الاصلاحات وهي ملتزمة بهذا الامر .

مصدرالديار - جوزف فرح
المادة السابقةدبوسي أثنى على جهود “تجمع تماسك” في الحد من التطرف العنيف وتحسين سبل العيش
المقالة القادمةاختلاسات رياض سلامة: هكذا اشترى الحاكم السابق سكوت HSBC في سويسرا