أعلنت وزارة الخارجية الصينية، امس الأربعاء، أن الصين والبرلمان الأوروبي يرفعان جميع القيود على التبادل التجاري، وذلك بعد أن ذكرت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» أن الصين رفعت «القيود» المفروضة على النائب السابق في الاتحاد الأوروبي راينهارد بويتيكوفر، الذي فُرضت عليه عقوبات عام 2021.
وفي سياق مواز، أفادت مصادر مطلعة بأن كانبيرا تقترب من إبرام اتفاقية مع بكين تسمح للموردين الأستراليين بشحن خمس شحنات تجريبية من زيت الكانولا إلى الصين، في خطوة نحو إنهاء تجميد دام سنوات في هذه التجارة.
وتحصل الصين، أكبر مستورد لزيت الكانولا في العالم، على جميع وارداتها تقريباً من كندا، ولكن قد يتم الحد من هذه الإمدادات بسبب تحقيق مكافحة إغراق تجريه بكين. وفرضت الصين رسوماً جمركية بنسبة 100 في المائة على دقيق وزيت الكانولا الكندي هذا العام وسط توتر العلاقات الدبلوماسية.
وأستراليا، ثاني أكبر مُصدّر للكانولا، مُنعت من دخول السوق الصينية منذ عام 2020، ويعود ذلك أساساً إلى القواعد الصينية لوقف انتشار مرض فطريات النباتات، لكن الشحنات التجريبية قد تُعيد فتح التجارة وتُقلّص حصة كندا في السوق.
ويُنهي المسؤولون الصينيون والأستراليون وضع إطار عمل لمعالجة متطلبات الصحة النباتية في بكين بهدف منع انتشار مرض الساق السوداء، وفقاً لمصدرين في قطاع الزراعة الأسترالي مُطّلعين على المفاوضات.
وقال أحد المصدرين: «يبدو أننا وجدنا مساراً يُناسب الجميع. الآن نحتاج إلى تشغيل بعض السفن ومعرفة ما إذا كان كل شيء سينجح». وأضاف المصدران أن شركات تجارية ستتولى التعامل مع الشحنات التجريبية الخمس بمجرد الاتفاق على إطار العمل.
وقال مصدران من شركتين تجاريتين مُطّلعتين على المفاوضات إن الشحنات ستحمل ما بين 150 ألفاً و250 ألف طن متري من الكانولا الأسترالي، المعروف أيضاً باسم بذور اللفت، إلى الصين. رفضت المصادر الكشف عن هويتها لعدم تخويلها بالحديث علناً عن هذه المسألة. ورداً على استفسار من «رويترز»، قالت وزارة الزراعة الأسترالية: «هذا نقاش حكومي نشط ومستمر، ولم تُحسم التفاصيل بعد».
واشترت الصين ما معدله 4 ملايين طن متري من زيت الكانولا سنوياً، بقيمة تزيد على ملياري دولار أميركي، على مدار السنوات الخمس الماضية، لاستخدامها في زيت الطهي والوقود المتجدد وأعلاف الحيوانات. ويزور رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الصين حالياً، مما يؤكد تحسن العلاقات منذ تولي حكومة حزب «العمال» السلطة عام 2022.
وتأتي الشحنات المخطط لها في أعقاب عمليات تسليم تجريبية أصغر حجماً العام الماضي، عندما صدرت أستراليا 500 طن من زيت الكانولا إلى الصين في شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) 2024، وفقاً لبيانات التجارة الأسترالية. وركزت المفاوضات على معالجة شرط الصين بأن تحتوي شحنات الكانولا على أقل من 1 في المائة من الشوائب – مثل القشر والبذور المكسورة – ومخاوفها من تلوثها بالساق السوداء، وفقاً للمصدرين المطلعين على المحادثات.
وعلى عكس المصدرين الكنديين الذين ينظفون الكانولا قبل الشحن، غالباً ما يتجاوز الموردون الأستراليون هذا الحد.
وقال التجار إن الطلب الإضافي من الصين من شأنه أن يرفع أسعار الكانولا الأسترالية، لكن أستراليا قد لا تتمكن من استبدال الكانولا الكندي بالكامل في الصين.
وتتوقع الحكومة الأسترالية أن ينتج الحصاد المقبل في وقت لاحق من هذا العام 5.7 مليون طن من الكانولا، وهو أقل إنتاج منذ خمس سنوات، بسبب سوء الأحوال الجوية وتقلص المساحة المزروعة.
وقال أحد المصادر التجارية إن أستراليا ستصدر على الأرجح حوالي 4 ملايين طن من الكانولا، وقد يُخصص جزء كبير منها لعملاء قدامى في أوروبا وأماكن أخرى. وأضاف المصدر: «قد تواجه الصين صعوبة في الحصول على أكثر من الكمية التجريبية، وذلك حسب سرعة تحركها». بلغ مخزون الصين من زيت الكانولا المستورد 159 ألف طن حتى الرابع من يوليو، وهو أدنى مستوى له في هذا الوقت من العام منذ ما يقرب من أربع سنوات، وفقاً لتشانغ دي تشيانغ، المحلل في شركة «سوبلايم تشاينا إنفورميشن» ومقرها شاندونغ.



