يبدو أن الطرح الذي أثاره أركان القطاع السياحي والقاضي بتمديد فترة الموسم السياحي إلى آخر شهر أيلول بدلاً من آخر شهر آب وبالتالي تأخير انطلاق العام الدراسي إلى مطلع شهر تشرين الأول، لا يزال مجمّداً لدى وزيرة الوصاية وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي… فهي لم تُصدر أي قرار في هذا الشأن حتى الآن، كما أنها لم تكشف عن أي معلومات تشي بالمضي في هذا الاتجاه. بل أصدرت اليوم قراراً حدّدت بموجبه بدء التدريس في المدارس والثانويات الرسمية للعام الدراسي 2025/2026 اعتباراً من صباح الإثنين 15 أيلول 2025… الأمر الذي قد يبدو شبه حاسم لرفض إقرار تمديد الموسم السياحي.
أما وزيرة السياحة لورا الخازن لحود فتُلقي الكرة في ملعب وزيرة التربية، وتؤكد عبر “المركزية” عدم المضي في هذا الطرح لانتفاء الجدوى منه، عازية ذلك إلى “سبَبَين أوّلهما: عودة السياح إلى حيث أتوا لمزاولة أعمالهم بعد العطلة الصيفية المحدّدة في بلادهم، والتزامهم بموعد بدء العام الدراسي والجامعي لأولادهم. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المغتربين واللبنانيين العاملين في الخارج.
أما السبب الثاني فينطلق من أن الأولوية بالنسبة إلينا هي العام الدراسي والجامعي قبل أي شيء آخر، فملف التعليم يتقدّم على أي شيء آخر”.
وتشير في السياق إلى أن المولَج اتخاذ القرار النهائي في هذا الموضوع هو وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي التي يعود إليها وحدها تقييم انعكاسات القرار في حال تطبيقه على التلامذة والطلاب، خصوصاً مدى تأثيره على التحضيرات للامتحانات الرسمية لتلامذة الصفوف الثانوية، ولامتحانات الدخول إلى الجامعات أو التسجيل فيها.
…الموضوع إذاً، “يتطلب مزيداً من الدرس والتمحيص، إذ إن اتخاذ أي قرار في شأنه لن يكون بالسهولة التي نتصوّرها” تختم لحود.
حجوزات الطيران في آب محلّقة..
في انتظار البتّ بالمشروع السياحي المطروح على طاولة وزيرة التربية والتعليم العالي، يتحضّر موسم الاصطياف لولوج شهر آب الذي يشكّل ذروة الموسم السياحي من دون مُنازع… ونسبة حجوزات الطيران، تبقى الدليل الأنجع لتظهير صورة الحركة السياحية المرتقبة.
نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود يطمئن إلى أن حركة موسم الاصطياف ستُستكمل بالوتيرة ذاتها التي بدأت بها في تموز الجاري، ويكشف لـ”المركزية” في هذا السياق، أن “حركة مطار بيروت يرتفع منسوبها يوماً بعد يوم، إذ يتعدّى عدد الوافدين حالياً الـ17 و18 ألفاً يومياً، كما أن عدد رحلات الطيران يتعدّى الـ100 رحلة… في حين من المتوقع أن يزداد عدد الرحلات في آب بنسبة 10% لتصبح نحو 110 رحلات يومياً، على أن يصبح عدد الوافدين 20 ألفاً يومياً”.
كما يكشف في هذا الإطار، أن “حجوزات الطيران لشهر آب المقبل مكتملة بملاءة 100%، والحركة السياحية على أشدّها “أللهمّ إن لم يطرأ أي مستجدّ أمني”.
.. أما حجوزات فنادق بيروت فخجولة!
وإذ يلفت إلى أن “ما يتحقق اليوم يوازي 75% و80% من توقعاتنا للموسم السياحي الحالي”، يشير عبود إلى أن “الحجوزات الفندقية في العاصمة لا تتخطى نسبة الإشغال فيها الـ36% والـ40%، وذلك إن دلّ على شيء فعلى غياب السائح العربي”، عازياً ذلك إلى “التأرجح بين “الحلول واللاحلول” على الساحة الأمنية، والذي يشكّل عاملاً نفسياً سلبياً لدى السياح عموماً والسائح العربي خصوصاً في ظل غياب تام للسائح السعودي”.
وبالنسبة إلى أسعار تذاكر السفر يوضح عبود أنها “تخضع لعامل العرض والطلب، كونه هو مَن يحدّد السعر”، ثم يعقّب بالقول “بطبيعة الحال، إن أسعار التذاكر ترتفع في شهرَي تموز وآب، ثم تعود وتنخفض لاحقاً”.
أما عن طرح تمديد الموسم السياحي إلى نهاية أيلول، يقول عبود: المشروع لا يزال مجرّد طرح لم يُبصر النور حتى اليوم، ولا نعلم مدى قابليّة تحقيقه! لكنه لا يزال قيد المتابعة من قِبل أركان القطاع السياحي ومن ضمنهم نقابتنا، ونحاول السعي إلى إقرار هذا المشروع.



