بعد وفاة عمر سنجر… خطوات لتنظيم الطيران الشراعي في لبنان

أصدرت وزارة الشباب والرياضة تعميماً قضى بمنع مُمارسة رياضة الـ Acro-Paragliding في لبنان، بعدما تبيّن أنها غير مُنظّمة وغير مُرخّصة في القوانين والقرارات النافذة.

أصدرت وزارة الشباب والرياضة تعميماً قضى بمنع مُمارسة رياضة الـ Acro-Paragliding في لبنان، بعدما تبيّن أنها غير مُنظّمة وغير مُرخّصة في القوانين والقرارات النافذة، وذلك على خلفية الحادث المأساوي الذي أودى بحياة الطيار الشراعي عمر سنجر. وشمل القرار منع المُمارسين والمنظّمين والمسؤولين عن المنصات التي يتمّ الانطلاق منها، مع التأكيد أن مُخالفة هذا التعميم تُعدّ مُخالفة لقرار إداري وتعرّض أصحابها للمُلاحقة الجزائية.

وقد تحوّلت الـ Acro-Paragliding في الآونة الأخيرة من متعة التحليق إلى «رياضة الموت»، بعدما سُجّلت مأساة جديدة على شاطئ جونيه إثر وفاة الطيار الشراعي عمر سنجر وهو الحائز على بطولات عالمية في هذه الرياضة، وهو ابن مدينة طرابلس الذي كان يستعد للمشاركة ببطولة عالمية في تركيا، قبل أن يعلق شراعه أثناء تنفيذ حركات جوية خطرة، ما منعه من فتح مظلته ليسقط في البحر حيث عثر عليه بحالة حرجة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وهذه ليست الحادثة الأولى في لبنان في رياضة الطيران الشراعي، إذ كثرت في الآونة الأخيرة، حوادث سقوط سائقي طائرات شراعية توفي البعض بسببها، ما دفع بقوى الأمن الداخلي إلى ختم مدرج الطيران الشراعي في جونية بالشمع الأحمر، ومنعت موقتاً ممارسة هذه الرياضة، في انتظار القرار القضائي بشأنها.

وزيرة الشباب والرياضة تتحرك… هل هذا كافٍ؟
صحيح أن كل الرياضات تشهد حوادث متعددة، إلا أن بعضها خطير جداً ويهدد أرواح ممارسيها. وبما أن الرياضة هذه لا تزال تفتقر إلى قانون ينظم عملها أو شروط ترعاها الدولة لممارسة هذا النشاط بشكل آمن، وبهذا الصدد بادرت وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقدريان إلى استدعاء اللجنة المكلفة بإدارة الطيران الشراعي في لبنان، والتي تضم ممثلين عن الأندية المرخصة وتعمل تحت إشراف الوزارة، لبحث سبل ضبط هذه الرياضة ومعالجة التجاوزات التي تهدد سلامة الممارسين.

وتأتي هذه الخطوة ضمن مسار إصلاحي أطلقته الوزارة أخيراً، يتضمن إعادة النظر في القرار 90/1 الصادر عام 2007، الذي حدد الشروط الفنية الخاصة برياضات الهواء الطلق، ومنها الطيران الشراعي بمظلات المنحدرات (Parapente) والمثلث الطائر (Delta plane). وبموجب قرار جديد صدر هذا العام، فصلت الوزارة رياضة الطيران الشراعي عن باقي الأنشطة الرياضية، تمهيداً لإقرار شروط تنظيمية أكثر صرامة، ونقل تصنيف أنديتها من «شبابية» إلى «رياضية»، بحيث تصبح تحت إشراف مصلحة الرياضة.

الوزارة درست أيضاً ملفات الأندية الـ 13 المرخصة منذ 2007، والتي التزمت بمعايير السلامة المعتمدة من الاتحاد الدولي للطيران (FAI)، كما ناقشت مقترحات هذه الأندية لتشكيل لجنة خاصة بالرياضات الجوية وإنشاء اتحاد لبناني يُعنى بتنظيمها. وبعد اجتماع موسّع مع ممثلي هذه الأندية، تم التوافق على استكمال صياغة «مشروع القرار» الخاص بالشروط والمعايير الجديدة صباح اليوم الجمعة، على أن يُرفع لاحقاً إلى مجلس شورى الدولة. وبحسب الخطة، ستُمنح الجمعيات المرخصة سنة كاملة لتسوية أوضاعها وفقاً للشروط المستحدثة، وإلّا فسيُصار إلى تجميد تراخيصها أو إلغائها. كما نصّ المشروع على تشكيل لجنة موقتة لمدة سنة لإدارة نشاط الطيران الشراعي، تمهيداً لإنشاء اتحاد وطني للرياضات الجوية في حال توافر العدد الكافي من الأندية.

الأهم أن الوزارة أعلنت بشكل واضح أنّ القوانين والمراسيم المعمول بها لا تلحظ نشاط الـ Acro-paragliding، وهو النوع الذي تسبب في مصرع عمر سنجر، ما يجعله نشاطاً غير مرخّص في لبنان. وأعلنت الوزيرة بيرقدريان أنها ستصدر تعميماً يقضي بمنع هذه الممارسة بشكل نهائي، تحت طائلة الملاحقة القانونية والمسؤولية الجزائية.

ولكن يبقى السؤال، ماذا سيحل بالسيّاح الذين يقصدون لبنان هذا الصيف لممارسة هذه الرياضة التي كانت تفيد السياحة بشكل ملحوظ؟ وهل سيبقى للزائرين أصلاً الجرأة على ممارسة هذه الرياضة بعد ما حدث؟

مصدرجريدة الأخبار - يارا عبود
المادة السابقةمصرف لبنان يفرج عن 300 مليار ليرة لتمويل «قروض الترميم»
المقالة القادمةرفع تصنيف لبنان بالعملة المحليّة… ماذا يعني وماذا بعد؟