أوروبا تطلق أول كمبيوتر فائق لتعزيز الذكاء الاصطناعي

دشنت أوروبا الجمعة من ألمانيا الكمبيوتر الأول العملاق فائق السرعة جوبيتر الذي يهدف إلى تعويض تأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي وإلى تعزيز البحث العلمي، وخصوصا في مجال التغيّر المناخي.

ويقع مركز جوبيتر في بلدة يوليش غربيّ كولونيا، وهو أول كمبيوتر فائق إكزاسكيل في القارة، إذ يستطيع إجراء كوينتيليون عملية حسابية على الأقل في الثانية، أي مليار مليار عملية (رقم واحد متبوع بـ18 صفر).

ودعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال افتتاح المركز أوروبا إلى تعويض تأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي، وقال إن “الولايات المتحدة والصين تتنافسان بشدة”.

وأوضح أنه في اقتصاد عالمي يُحركه الذكاء الاصطناعي، فإن لدى ألمانيا وأوروبا “كل الفرص اللازمة للحاق بالركب”.

ويشغل جوبيتر مساحة تقارب 3600 متر مربع، أي ما يُعادل نصف مساحة ملعب كرة قدم تقريبا ويضم صفوفا من المعالِجات ونحو 24 ألف شريحة من شركة إنفيديا الأميركية العملاقة التي تحظى بمكانة كبيرة في قطاع الذكاء الاصطناعي.

ويُعدّ الكمبيوتر العملاق الذي صنعته مجموعة أتوس الفرنسية بموازنة قدرها 500 مليون يورو، وتكفّل تمويله مناصفة كلّ من الاتحاد الأوروبي وألمانيا، أول كمبيوتر فائق السرعة في أوروبا، والرابع عالميا وفقا للبيانات المتوافرة.

وأوضح رئيس قسم الحوسبة المتقدمة في أتوس إيمانويل لورو لوكالة فرانس برس أن لدى جوبيتر “القوة الأكبر في العالم اليوم بين أجهزة الكمبيوتر التي تتيح إجراء حسابات”.

والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي كانت تملك كمبيوترات فائقة من هذا النوع. وفي الوقت الراهن تمتلك ثلاثة أجهزة من هذا النوع، تتولى تشغيلها كلها وزارة الطاقة.

وأشار توماس ليبرت، مدير مركز يوليش، إلى أن جوبيتر يُمثل “قفزة نوعية في أداء الحوسبة في أوروبا”، مضيفا أن “الجهاز أقوى بعشرين مرة من أي كمبيوتر آخر في ألمانيا”.

وشرح ليبرت أن جوبيتر هو أول كمبيوتر عملاق فائق السرعة يُمكن اعتباره منافسا على المستوى العالمي في مجال تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في أوروبا المتأخرة عن الولايات المتحدة والصين في هذا القطاع.

وأفاد تقرير صادر عن جامعة ستانفورد هذه السنة بأن المؤسسات الأميركية أنتجت 40 نموذجا “بارزا”، أي شديد التأثير، للذكاء الاصطناعي عام 2024، مقارنة مع 15 نموذجا أنتجتها الصين وثلاثة لأوروبا.

ورأى الباحث في مركز الحوسبة الفائقة في برشلونة خوسيه ماريا سيلا أن للنظام الجديد “أهمية بالغة” للجهود الأوروبية في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

وأوضح لوكالة فرانس برس أن “أداء نموذج الذكاء الاصطناعي مرهون مباشرة بقوة الحوسبة للكمبيوتر المستخدم”، مضيفا أن أوروبا تعاني “نقصا” في أنظمة بهذا الحجم.

ويوفر جوبيتر قوة الحوسبة اللازمة لتدريب فاعل لنماذج اللغات الكبيرة (أل.أل.أم.أس) التي تنتج كميات هائلة من النصوص، وتُستخدم في روبوتات الدردشة التوليدية مثل تشات جي.بي.تي وجيميناي.

ومع ذلك، نظرا لكثرة شرائح إنفيديا فيه، لا يزال جوبيتر يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الأميركية، فيما تتزايد نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا.

ويأمل الباحثون أيضا في استخدام جوبيتر لإصدار توقعات مناخية أكثر تفصيلا وعلى المدى الطويل، سعيا إلى استباق أكثر دقة للظواهر المناخية المتطرفة كموجات الحر.

وقال إيمانويل لورو “باستخدام نماذج الطقس الحالية، يُمكننا محاكاة التغيرات المناخية بعد عشر سنوات من الآن. مع جوبيتر، يُقدّر العلماء أنهم سيتمكنون من التوقّع لثلاثين عاما على الأقل، وربما حتى لمئة عام مع بعض النماذج”.

ويمكن أن تُساهم هذه الآلة أيضا في الأبحاث المتعلقة بالتحول في مجال الطاقة، على سبيل المثال من خلال محاكاة تدفقات الهواء حول توربينات الرياح لتحسين تصميمها.

وفي مجال الرعاية الصحية، يُمكن استخدامها لمحاكاة عمليات الدماغ بشكل أكثر واقعية، لتطوير أدوية لعلاج أمراض مثل الزهايمر.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةالأسواق تواجه فائضا نفطيا أكبر من المتوقع خلال عام 2026
المقالة القادمةكيف نبني على نجاح صيف العام 2025؟