تشهد قمة مجموعة العشرين التي تُعقد هذا العام في جنوب إفريقيا غياباً لافتاً لعدد من القادة البارزين، في سابقة هي الأولى منذ تأسيس المجموعة، بعد إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ إلغاء مشاركته، لينضمّ بذلك إلى كلّ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذين سبق أن انسحبوا من الحضور.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية، امس الخميس، أن رئيس الوزراء لي شيانغ سيمثل بكين في القمة المقررة في جوهانسبرغ في وقت لاحق من الشهر الجاري، من دون توضيح أسباب غياب الرئيس شي.
وفي واشنطن، قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يُمثَّل في القمة بنائب الرئيس جيه دي فانس، رغم تهديده مؤخراً بمقاطعة القمة، متهماً حكومة جنوب إفريقيا – من دون تقديم أي دليل – بـ«قتل المزارعين البيض» و«مصادرة أراضيهم بشكل غير قانوني».
من جانبه، قلّل الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا من أهمية المقاطعة الأميركية، قائلاً: «غياب الولايات المتحدة عن قمة العشرين لن يغيّر شيئاً، وإذا لم يكونوا هنا، فذلك شأنهم». وجاء تصريحه رداً على سؤال من الصحافيين حول قرار واشنطن مقاطعة أول قمة للمجموعة تُعقد في القارة الإفريقية.
كذلك أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي أنه لن يشارك شخصياً في القمة، وأن وزير الخارجية بابلو كيرنو سيمثّله بدلاً منه، في خطوة تأتي بعد أيام من إعلان ترامب قراره المماثل. وتُعدّ جنوب إفريقيا من الدول التي يستهدفها ترامب مراراً في تصريحاته منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير الماضي.
وأوضح رامافوزا، الذي تستعد بلاده لتسليم الرئاسة الدورية للمجموعة إلى الولايات المتحدة، أنّ «المقاطعات لا تنجح أبداً، وغالباً ما تأتي بنتائج عكسية»، داعياً واشنطن إلى «إعادة التفكير في سياسة الانسحاب»، قائلاً: «من الأفضل أن تكون داخل الخيمة بدلاً من خارجها».
وتحمل رئاسة بريتوريا لقمة العشرين هذا العام شعار «التضامن والمساواة والاستدامة»، مع التركيز على تخفيف ديون الدول النامية، وتمويل التكيّف مع تغيّر المناخ، وتحقيق النمو الشامل، وهي أولويات وصفها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنها «معادية لأمريكا».
وتشهد العلاقات بين واشنطن وبريتوريا توتراً متزايداً في الأشهر الأخيرة، إذ تتهم الإدارة الأميركية جنوب إفريقيا بـ«استهداف إسرائيل» في مواقفها الدبلوماسية على الساحة الدولية.



