بالامس، اقيم معرض للصناعة اللبنانية حضره اكثر من عشرة آلاف شخص، وبالامس اقيم مؤتمر المصرفي العربي السنوي للعام 2025 بعنوان “الاستثمار في الاعمار ودور المصارف”، حضره عدد كبير من المصرفيين العرب، في خطوتين تعززان دور بيروت في ان تكون عاصمة المؤتمرات والمعارض في المنطقة، فكيف مع بروز معارض كثيرة اليوم احتفالا بقدوم الاعياد قبل نهاية السنة.
لبنان كان قبل الحرب عاصمة المؤتمرات والمعارض في المنطقة، لكن دوره في هذا المجال تراجع مع الحرب الاسرائيلية، لكنه عاد حيث يشهد معارض، يعرف منظموها انها الطريق الاسلم، لتعريف الناس على العروضات المقدمة، اضافة الى ما تمثله هذه المعارض والمؤتمرات من اهمية على صعيد جذب السائح الاجنبي وانعاش القطاعات الاقتصادية.
ووسط التحضير للعديد من المؤتمرات او المعارض لا سيما مع نهاية العام الحالي، يرى رئيس “تنمية العلاقات الاقتصاديه اللبنانية – الخليجية”، ورئيس “هيئة المعارض والمؤتمرات في غرفة التجارة في بيروت” ايلي رزق، أن “هذه المعارض والمؤتمرات التي يتم تنظيمها في السنوات الأخيرة في لبنان، لا تؤدي الهدف المنشود، وهي لا تسهم بتوسيع حجم الإقتصاد اللبناني، كما انها لا تحقق الشروط الأساسية المفروضة في المعارض والمؤتمرات”.
إذن، حسب وجهة نظر ايلي رزق هي معارض دون جدوى، إلى جانب انها تنافس الأسواق التجارية الداخلية:
1- لا شك أن لبنان والشركات اللبنانية المنظمة، تعتبر من الشركات الرائدة في المنطقة ليس فقط في لبنان إنما في منطقة الخليج أيضا. لقد لعبت الشركات اللبنانيه في تنظيمها للمؤتمرات، دورا اساسيا في تطوير هذه المهنة وازدهارها في الإمارات في دبي وابوظبي، وفي المملكة العربية السعودية وفي باقي دول الخليج.
أما اليوم فالمعارض التي تقام حاليا في لبنان فهي تستعيد حيويتها ونهضتها، لكنها تحتاج إلى استقرار مستدام، ولن يكون هناك أي ازدهار او تطور لقطاع المعارض والمؤتمرات الذي يجلب سياحة الأعمال الا اذا كان هناك استقرار مستدام. أن المعارض التي تقام حاليا هي معارض تستهدف المستهلكين وليس هذا المطلوب إذ أن صناعة المعارض والمؤتمرات يجب أن تستهدف “Business to Business”، اي أن تستهدف الشركات ورواد الأعمال وإقامة شركات وتفعيل شركات وهذا هو ما يساعد في تكبير حجم الإقتصاد والناتج المحلي..
2- بالتأكيد أن نجاح اي مؤتمر يكون عبر مشاركة شركات اجنبية، مما يساعد في تنمية سياحة الأعمال، وينعش حجوزات الفنادق والمطاعم وإيجار السيارات، وايضا الزوار الأجانب، مما يساعد في انشاء شركات في لبنان وشركات اجنبية، ويساهم في تكبير حجم الإقتصاد.
3- أن العدد الكبير الذي يقوم بزيارة المعارض في لبنان هو من المستهلكين. يوجد شريحة كبيرة من اللبنانيين تقصد المعارض اما للتسلية او الاطلاع على ما هو جديد، او للأكل والشرب، إذ يتم في بعض المعارض المتخصصة تقديم مأكولات ومشروبات مجانية، يستفيد منها الزائر، وهذا يعتبر إضاعة وقت. يجب أن تحدث في هذه المعارض مشاركات من شركات اجنبية وزوار اجانب. أن كل المعارض التي تنظمها دول الخليج تأتي وفق برنامج يسمى “host program”، اي أن الشركة المنظمة للمعارض تقوم باستضافة زائرين VIP على نفقة الشركة المنظمة، وهذا الأمر هو لتفعيل وانجاح المعرض واستفادة العارضين.
4 – لا يجب ان تكون المعارض بديلا عن الأسواق التجارية، إذ اعتبر أن المشكلة تكمن هنا فعندما تقوم بعض الشركات بتنظيم معارض استهلاكية داخلية، فهي في الحقيقة تنافس الأسواق التجارية، وهو ليس المطلوب في المعارض والمؤتمرات.



