زيارة البابا تُنشِط الحركة في المطار و الفنادق رئيس المطار: نسبة الوافدين ارتفعت بنسبة ١٨٦% الأشقر: حركة التشغيل في الفنادق تتراوح بين 60 و70%

في بلد العجائب والتناقضات اعتاد شعبه أن يتكيف مع الأزمات، إلى درجة أنه ينام على صوت القذائف والغارات، ويستيقظ على يوم جديد مليئاً بالأمل والحياة، ربما لأننا شعب يحب الحياة، وثقافة الحياة تنتصر على ثقافة الموت. فلا مكان لليأس في قاموسه، والدليل أن كل الحروب التي مرت عليه لم تنل من عزيمته وتمسكه بالحياة، يضاف إليها كل الأزمات السياسية والإقتصادية والمالية التي مرت وتمر عليه.

مطار رفيق الحريري الدولي صورة تجسد حب اللبنانيين للحياة ولبلدهم، وكذلك السياح، الذين بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، يصرون على المجيئ إلى لبنان.

وتأتي زيارة البابا في هذا الوقت الحساس والدقيق، لتشكل بقعة ضوء وسط الظلام، على أمل أن يعم السلام مع سفير السلام والمحبة، وأن يستقبل اللبنانيون الأعياد بقلوب مطمئنة ويعيشون بهجة الأعياد.

رئيس المطار ابراهيم أبو عليوة كشف لـ “الديار” أن “نسبة الوافدين ارتفعت بنسبة ١٨٦% هذا العام”، مشيراً أن “عدد الوافدين في شهر تشرين الثاني بلغ ٤٣٢٦٦ ، مقارنةً بـ ١٥١٣٤٦ وافدا في العام الماضي، ومن المتوقع ان يصل عدد الوافدين في نهاية الشهر الحالي إلى ٤٦٥٠٠٠ وافد” .

وعن استعدادات المطار لاستقبال البابا، لفت أنه “تم إيقاف كافة الرحلات السياحية المحلية sightseeing والتدريبية ، وسيستمر عمل الرحلات التجارية الدولية كالمعتاد دون اي تغيير، كما تم الطلب من شركات الطيران التعميم على جميع المسافرين الحضور قبل ٣ ساعات على الاقل، من موعد الرحلات المغادرة”.

في الفنادق أيضاً حركة لافتة، بالرغم من الظروف التي تمر بها البلاد. فقد أشار رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر لـ “الديار”، أن القطاع الفندقي في لبنان “يعيش مفارقات لافتة تعكس واقع البلاد المتقلب”، لافتاً إلى أن “بيروت تشهد حاليا حركة تشغيل تتراوح بين 60 و70%، وهي نسبة مفاجئة قياسا بالظروف التي يمر بها لبنان”، واصفا البلاد بأنها “بلد العجائب”.

وأوضح الاشقر أن “الوضع خارج العاصمة، وخصوصا في المناطق الساحلية، أقل نشاطا، حيث تتراوح نسب التشغيل بين خمسة وثلاثين وخمسة وأربعين في المئة”، لكنه يرى أن هذه “الأرقام تبقى مقبولة مقارنة بسنوات الأزم، حين كانت فنادق بيروت نفسها تعمل دون الخمسين في المئة”، لافتاً الى أن هذا العام يظهر تحسنا نسبيا، وأن زيارة البابا الأخيرة شكلت حافزا مهما انعكس إيجابا على الحركة السياحية”.

وكشف أن لبنان استقبل زوارا من دول عربية عدة، مثل سوريا والاردن والعراق ومصر، اضافة الى المغتربين “الذين وجدوا فرصة للقدوم لفترة تمتد شهرا تقريبا. ” وأشار إلى أن “الفنادق لا تفصح دائما عن جنسيات النزلاء، لكن المعطيات المتوافرة تؤكد أن القسم الأكبر من الزوار العرب قدم من قطر والكويت”، مشيراً إلى أن “اختيارات السياح للفنادق تختلف وفقا للفئات، فالعراقيون غالبا يختارون فنادق متوسطة في منطقة الحمرا، بينما يميل القطريون ومعظم الخليجيين إلى الإقامة في فنادق راقية في وسط بيروت، مثل فنيسيا وفوكو وغيرها، حيث تتراوح الأسعار بين مئة وخمسين وأربعمئة دولار لليلة”.

وتطرق الاشقر إلى موسم الأعياد، مؤكدا “أن مؤشراته بدأت بالظهور، رغم أن اللبنانيين والعرب عادة يتأخرون بالحجوزات حتى اللحظات الأخيرة، بخلاف السياح الأوروبيين الذين يحجزون قبل أشهر”.

كما أشار إلى حركة المؤتمرات الصغيرة، التي تقيمها منظمات دولية كالأمم المتحدة والبرنامج الانمائي، لافتا إلى أن “هذه الأنشطة تنعش القطاع، ولكنها تبقى محدودة مقارنة بالمؤتمرات الكبرى ، التي تستقطب آلاف المشاركين في الخارج”. وذكر أن “مؤتمر بيروت الأخير شكّل حدثا لافتا بمشاركة تجاوزت خمسمئة شخص، إضافة إلى المؤتمر المصرفي الذي انعقد أخيرا”.

ورأى “أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب السياحة المستدامة، إذ يتأرجح أداء القطاع بين أشهر نشطة، تصل فيها نسب التشغيل إلى سبعين في المئة، وأشهر أخرى تتراجع فيها الحركة إلى عشرين أو ثلاثين في المئة، ما يعني خسارة أرباح شهر أو شهرين”. وشدد على أن “الاستقرار الأمني والسياسي يشكلان شرطا أساسيا لتمكين القطاع من النهوض”، معتبرا أن “الظروف السائدة تجعل المعنيين يعملون “يوما بيوم وشهرا بشهر”.

وأشار الاشقر إلى أن “بعض الأحداث الأمنية الأخيرة أثرت في عدد من الزوار، الذين كانوا يعتزمون المجيء للمشاركة في فعاليات دينية أو سياحية”، مؤكدا أن “البلد يعيش اليوم على “العناية الإلهية” ، في ظل التحديات المتزايدة.

 

مصدرالديار - أميمة شمس الدين
المادة السابقةاقتراح قانون «مشبوه» لتنظيم تجارة البذور: وزير الزراعة يفتح الطريق لـ«الاستعمار الغذائي»!
المقالة القادمةازمة عمال في الافران وسيف يعتبرها موجودة في كل القطاعات