أكد وزير العمل كميل ابو سليمان ان “الحكومة اللبنانية تتبع الخطط الملائمة لضمان العودة الآمنة للنازحين، وهي لن تألو جهدا لتحقيق هذا الهدف”، وقال: “سأطلع خلال الساعات المقبلة، وزيري الشؤون الاجتماعية والصحة على هذه الدراسة للتعاون من اجل اتخاذ اجراءات قابلة للتطبيق”. أضاف: “لا تترددوا في تبادل كل الخطوات العملية التي تحتاجونها مع وزارة العمل لأنه علينا اتخاذ اجراءات طارئة”.
وتابع: “إننا في وزارة العمل نعمل على تنظيم العمالة السورية في لبنان لا سيما في القطاع الزراعي، وسأحرص على بذل الجهود الممكنة لتحسين ظروف عمل الاطفال”.
كلام ابو سليمان جاء خلال اطلاق وزارة العمل، بالشراكة مع كلية العلوم الصحية في الجامعة الاميركية في بيروت، وبدعم من مركز بحوث التنمية الدولية ومنظمة اليونيسف ومنظمة الاغذية والزراعة ومنظمة العمل الدولية، دراسة حول مسح عمل اطفال النازحين السوريين في القطاع الزراعي في سهل البقاع في لبنان، عند العاشرة من صباح اليوم في قاعة عصام فارس في الجامعة الاميركية، بحضور ممثل قيادة الجيش العقيد الركن أياد العلم، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد احمد ابو ضاهر، ممثل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد هادي ابو شقرا، رئيس الاتحاد العمالي العام بالإنابة حسن فقيه مع وفد من الاتحاد، ممثلين عن منظمة العمل الدولية ومركز البحوث للتنمية الدولية ومكتب اليونيسف في لبنان ومنظمة الاغذية والزراعة في لبنان ومنظمة حقوق الانسان وهيئات من المجتمع المدني ومهتمين.
حبيب
بداية النشيد الوطني ونشيد الجامعة الاميركية، فكلمة لعريفة الحفل رئيسة وحدة مكافحة عمل الاطفال في وزارة العمل نزهة شليطا. ثم عرضت الدكتورة ريما حبيب للدراسة التي اطلقت، وتحدثت عن النازحين السوريين في البقاع الذين “يعانون من ظروف قاسية جدا”.
وتناولت اهداف الدراسة الرامية الى فهم عمل الاطفال على كل المستويات، مؤكدة ضرورة “وضع حد لعمل الاطفال، على ان يترافق ذلك مع تعزيز التعليم وتدريب الاطفال على العمل اللائق لحمايتهم من الخطر، وتحسين البنى التحتية التي تؤذي الاطفال والاكبر سنا”.
خوري
من جهته، لفت رئيس الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري الى ان “نصف عدد الاطفال الذين اجريت معهم المقابلات خلال اعداد الدراسة لم يذهبوا الى المدارس، وهم يحرمون من طفولتهم، وقد يضيع مستقبلهم بسبب انصرافهم الى مساعدة اهلهم”.
وقال: “تمكنا من جمع 8 مليون دولار في الولايات المتحدة الاميركية من أجل تخصيصها لادخال الاطفال الى المدارس وتأمين حياتهم بعيدا عن الخوف. في لبنان هناك اكبر نسبة من اعداد النازحين ويتأثر مصير الاطفال بسبب بعض السياسات، وعلينا مساعدة الفئات الهشة”.
أضاف: “وزارة العمل عملت بشكل دؤوب لإطلاق هذه الدراسة بدعم من اليونيسف ومنظمة الفاو. ويمكننا العمل بشكل جاد لإطلاق دراسات تكون اساسا لوضع الابحاث الموجهة لتطبيق افضل التدابير العملية لوضع حد لعمل الاطفال وليتمكنوا من تحسين ظروف حياتهم”.
وارنري
بدوره، قالت نائبة ممثلة اليونيسف في لبنان فيوليت سبيك – وارنري: “يأتي هذا المسح استكمالا لدراسة أخرى تم إطلاقها الأسبوع الماضي مع وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة، تم فيها التركيز على جهة الطلب لدى المزارعين. فمع كلتي الدراستين، نهدف إلى تزويد الحكومة والمجتمع المدني بمعلومات وبيانات معرفية لتمكيننا من الاستجابة الفعالة وتوجيه برامجنا بشكل أفضل لمعالجة عمل الأطفال في الزراعة في لبنان”.
أضافت: “في دراسة أجرتها اليونيسف عام 2016، وجدت أن 6% من الأطفال اللبنانيين، مقارنة بـ 6.7% من الأطفال السوريين، وحوالي 5% من اللاجئين الفلسطينيين والفلسطينيين القادمين من سوريا، يعملون. هذا يترجم إلى حوالي مئة ألف طفل عامل. على الرغم من أن ليس لدينا إحصاء واضح للقطاعات التي توظف الأطفال، إلا أننا نعلم أن الكثير منهم يعملون في الزراعة وخاصة في عكار والهرمل وبعلبك، وهي مناطق تعتمد في الغالب على الأنشطة الزراعية”.
وتابعت: “كما تؤكد هذه الدراسة أن 74% من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع في سن التعليم الإلزامي (6-14) كانوا خارج المدرسة، وكان 64% منهم يعملون في الزراعة في المقام الأول. بالإضافة إلى حرمان الأطفال من فرص التعليم، فإن ظروف العمل والمخاطر التي يواجهها هؤلاء الأطفال مقلقة للغاية، كساعات العمل الطويلة، والظروف المناخية القاسية، والأجور المنخفضة، والأكثر إثارة للحزن هو تعرضهم أحيانا للعنف وسوء المعاملة في مكان العمل”.
سعادة
وأوضح الدكتور موريس سعادة من منظمة الاغذية والزراعة في لبنان، ان الدراسة “استندت الى عمل ميداني شامل لأكثر من 12 الفا و700 نازح، وان غالبية عمالة الاطفال هي في القطاع الزراعي”.
وقال: “ان العمل للقضاء على عمل الاطفال هو في اولوية اهتمامات منظمة الفاو، ونحن نعمل ان تكون سبل العيش الزراعية اكثر سلامة”.
وتحدث عن “المشقة التي يواجهها الاطفال في القطاع الزراعي وتركهم المدارس”، وقال: “نحن بحاجة الى حلول جذرية لعمل الاطفال وتحسين الحماية الاجتماعية وخلق بيئة ملائمة، كما أننا ملتزمون في دعمنا والعمل مع شركائنا لمعالجة هذه القضايا”.
خان
وألقت فريدا خان كلمة منظمة العمل الدولية، فأكدت ان “المنظمة تعمل على مكافحة عمل الاطفال من خلال الاتفاقيات المرتبطة بهذا الموضوع وهي ليست مجرد افكار نظرية انما متجذرة في ارض الواقع، وهي تعترف بضرورة تحديد انواع العمل المختلفة التي يمكن للأطفال العمل بها”.
وشددت على ان “العمل في الزراعة يؤثر على حياة ومستقبل الاطفال، اضافة الى الجانب الجسدي والنفسي”، وقالت: “هذه الحلقة جد مهمة حتى لا يضيع الجيل المستقبلي، ونحن لن نسمح بذلك”.