تواجه أوروبا موجة حر تاريخية دفعت العديد من الحكومات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، لمنع حدوث وفيات والتقليل من الإصابات الخطيرة، حيث قررت ألمانيا تقييد السرعة القصوى للمركبات بسبب تدهور حالة الطرق جراء الحر.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية اليوم الخميس 27 حزيران 2019، إنّ السلطات في أوروبا حذرت من أن درجات الحرارة قد تصل إلى 40 درجة، وإلى 45 درجة في بعض بلدان القارة.
وقررت السلطات في مدينة كوشن الألمانية القريبة من الحدود مع بولندا تقييد السرعة القصوى للمركبات على الطرق السريعة التي تمر بجوارها، حيث تضررت تلك الطرق مع وصول درجات الحرارة إلى 39 درجة.
وأوضحت الصحيفة أن القرار جاء بعدما لاحظ المسؤولون أن حالة الطرق الإسفلتية تتدهور إلى درجة الذوبان بسبب الحر، وحددوا السرعة القصوى بـ 120 كيلومتراً في الساعة.
وفي مدينة روستوك الألمانية المطلة على بحر البلطيق، قالت الصحيفة إن قضبان السكك الحديدية القريبة من المدينة تعرضت للالتواء بسبب الحر الشديد.
وقال موقع DW الألماني أمس الأربعاء إن التوقعات تشير إلى تسجيل أرقام قياسية للحرارة في بعض الدول الأوروبية، وأوضح أنه في ألمانيا مثلاً، يعتقد علماء الطقس أن تشهد البلاد أعلى درجات حرارة منذ أكثر من 70 عاماً.
وفي فرنسا، أغلقت عشرات المدارس أبوابها وسط توقعات بأن تصل درجة الحرارة إلى 40، وطالبت المدارس أولياء الأمور ببقائهم في منازلهم مدة أسبوع حرصاً على حياتهم.
وقالت صحيفة The Guardian إن جمعيات خيرية فرنسية تستعد لتوزيع 10 آلاف زجاجة مياه مجاناً على المشردين وغيرهم من المحتاجين.
ولقي 3 أشخاص حتفهم في جنوب فرنسا بينهم اثنان في السبعينات من العمر، وتوفي أحدهم بعدما لجأ إلى الماء البارد هرباً من الحر، أما الشخصان الآخران فتوفيا على شاطئين في مدينة “مونتبيلير”.
وطلبت السلطات الفرنسية عدم النزول إلى المسابح بشكل مفاجئ خلال موجة الحر والالتزام بالنزول إلى الماء بشكل تدريجي.
وفي إسبانيا، قالت الصحيفة البريطانية إن 33 مقاطعة في إسبانيا من أصل 50 معرضة لارتفاع كبير في درجات الحرارة، والتي قد تصل إلى 44.
ويقول العلماء إن موجات ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن تكون خطيرة بشكل خاص عندما تحدث في أوائل الصيف، قبل أن يتكيف الناس مع طبيعة الأجواء الموسمية.
ويذكر أن موجة الحر التي شهدتها أوروبا في عام 2003 تسببت في الوفاة المبكرة لما يقدَّر بنحو 70.000 شخص.
وكشف تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومنظمة الصحة العالمية في عام 2015 عن موجات الحر والصحة، أنه قد ثبت أن موجات الاحترار في أوائل الصيف قد ارتبطت بتأثيرات أكبر على معدلات الوفيات مقارنة بموجات الاحترار التي تأتي في أوقات لاحقة من موسم الصيف والتي تشهد درجات حرارة مماثلة أو أعلى.