هل تعود الـ “CNN” الى بيروت من اجل النفايات؟

تحت عنوان هل تعود الـ “CNN” الى بيروت من اجل النفايات؟، كتب عيسى بو عيسى في صحيفة “الديار”: ينتج لبنان يومياً وفق مجمل الدراسات حوالى الالف طن من النفايات الصلبة بالاضافة الى حوالى اربعين طناً من النفايات الخطرة يجري تصريف حوالى العشرة بالماية منها عشوائياً في المكبات المختلفة، كل هذا الامر يجري بعيداً عن اي اطار للمعالجة العلمية – البيئية الصحيحة انما اصبحت النفايات وخصوصاً مسألة معالجتها «مادة دسمة» للانتفاع من المال، ويقول خبراء البيئة الذين لا يسمع لهم احد من الطبقة السياسية ان هناك تراشقاً عنيفاً يجري كل فترة حول هذا الملف ولكن دون جدوى تذكر، انما اعلاء الصوت يندرج في اطار الحسابات المالية او الحزبية، واذا لم تتحقق تعود النفايات الى الشارع كما سيحصل خلال الايام المقبلة، اما من خلال التعمية على الكثير من الحلول المتوافرة او لغاية مادية في نفوس اهل السياسة الذين ما تركوا قطاعاً منتجاً في البلد الا وعمدوا الى تخريبه.
ويقول هؤلاء: ان مسألة اقفال مكب طالكوستا برافا” تفوح منه ليست روائح نتنة فقط انما سياسية خصوصاً ان العاصمة بيروت في عز الصيف والفصل السياحي والضواحي ومناطق من جبل لبنان سوف تشهد ازمة نفايات ممزوجة بصراع للقوى السياسية وسوف يقفل تدريجيا معه مكب برج حمود الذي لن يستطيع استقبال النفايات الاضافية، هذا بالاضافة الى ازمة جديدة في زغرتا واقفال مكب الفوارة عدا من مئات المكبات المنتشرة من الشمال الى الجنوب والبقاع.
وتشير هذه المصادر من خبراء البيئة الى انه سواء اكان موضوع “الكوستا برافا” اقفل نتيجة كيديات سياسية او مسألة تقنية، فان خلاصة الامر ان النفايات ستعود الى الشوارع كي يراها من السياح ما لم تسنح له الفرصة من قبل، مع العلم ان القادم على البلاد في ظل ازمات متنقلة تظهر كل اسبوع تهديد حقيقي اكثر مما هو قائم لصحة الناس والنظام البحري والبيئي والبري، بالاضافة الى الهواء الملوث من قبل والذي لم تستطع الدولة تأمين القليل من الاموال للمحطات التي تقيس نسبة التلوث على مجمل الاراضي اللبنانية بفعل عدم امكانية عمل هذه المحطات.
وتؤكد مصادر الخبراء ان ازمة العام 2015 والتي تناولتها كبريات المحطات الاميركية سوف تكون مماثلة للواقع الحالي مما يضرب ما تبقى من صورة لبنانومصداقية اهل السلطة فيه لتسأل: ما هو النفع الذي يجنيه اللبنانيون من “معركة” اقرار الموازنة التي استمرت لاشهر ما دامت صورة لبنان تتسخ شيئاً فشيئاً محلياً ودولياً معطوفة على تعطيل مستمر لمجلس الوزراء وركود اقتصادي ومجزرة اجتماعية لا يمكن التكهن بنتائجها، ولكن هل اصبحت النفايات ايضاً وسيلة شعبوية في ظل افلاس البلد وتجاوز القانون؟؟
لا يمكن الحديث عن المطالبة بحل جذري لمسألة النفايات في لبنان، وساذج من يعقد ان الامر يمكن حتى طرحه، لان هذه الازمة يعتبرها اهل السياسة في لبناناكبر من الحلول المطروحة في “صفقة القرن” في الشرق الاوسط كل شيئ لا يشبهها سوى هذا الفساد الذي يتقدم على كل ما عداه من قضايا وجودية كالوضع في الشرق الاوسط والنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين… كل هذا في دفة والكهرباء في دفة موازية مع وصول اسعار المولدات الكهربائية الى اسعار جنونية.
المادة السابقةماذا أبعد من تجميد الموازنة… خلافات طائفية متراكمة وأكثر
المقالة القادمةجُنَّت الأرض: بعد لهيب أوروبا حجارة برديّة ونزول قطبي.. ماذا عن لبنان؟