تؤكد اوساط وزارية بارزة في تحالف حزب الله وحركة امل و8 آذار وجود استياء كبير وإمتعاض من تحويل البلد نحو البازارات الطائفية والمذهبية وجعل الجميع اسرى شعارات وعبارات وتصاريح “عفا” عليها الزمان ودفعنا ثمنها غالياً في السياسة والدماء والامن. وخلال لقاء إجتماعي- سياسي امس غلبت الاجواء السلبية على الشخصيات البارزة التي كانت حاضرة من تحالف 8 آذار وحزب الله وحركة امل، وسادت حالة من الغضب والاستياء عند الاستفسار عن “الفيتو” الذي رفعه رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية جبران باسيل في وجه الناجحين في مجلس الخدمة المدنية وكأن المطلوب في كل شاردة وواردة ان يتم اخذ “بركة” وموافقة باسيل. فصحيح ان التحالف الاستراتيجي متين وجيد وصامد في وجه كل التحديات وصحيح ان الوفاء متبادل في المحطات الصعبة كحرب تموز 2006 و7 ايار 2008 واستحقاق الرئاسة 2016 والانتخابات النيابية الاخيرة ولكن “اذا حبيبك عسل، خلي منو لبعدين”. ولدى سؤال احد قيادات حزب كبير في 8 آذار لقيادي بارز في حزب الله عن الامر وموقف الحزب منه، وفق الاوساط كان الرد حازماً وجازماً ان حزب الله لن يتراجع في مسألة المادة 80 والتي ردها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى مجلس النواب وان الاسباب المعللة غير منطقية ومخالفة للدستور، فالدستور ينص على المناصفة في الفئة الاولى فقط ولم يذكر ان مامور الاحراش او الحاجب يجب ان يخضع للمناصفة والتوزيع الطائفي بين المسلمين والمسيحيين. ويعتبر حزب الله وفق الاوساط ان هذا الخطاب والسعي الى فرض امر واقع على هذا النحو وفق المادة 80 يعد تكريساً لحالة مذهبية وطائفية ومزيداً من الفرز الطائفي والمذهبي ويعزز حالة الانقسام والغليان في البلد اليوم كما يحرم اكثر من 400 عائلة من الاستفادة من وظائف وحق اكتسب بشكل مشروع بامتحانات الخدمة المدنية. وتضيف الاوساط ان لا تراجع في هذا الامر لدى الثنائي الشيعي وكل فريق 8 آذار لان التراجع يشكل انتكاسة سياسية وشعبية ويُفوّت فرصة لانصاف الناجحين والذين يمتلكون حق التوظيف كحق مشروع او مكتسب منذ تاريخ صدور نتائج الامتحانات حتى تاريخ تعيينهم ولو بعد حين.