شهد أداء الليرة اللبنانية مزيداً من التحسّن الطفيف أمس الأربعاء، رغم الضغوط الكبيرة التي تفرضها تداعيات الانفجار الهائل في مرفأ بيروت الذي تعزّز إدارته بالتعاون مع الجيش اللبناني من استعادة نشاطه باستقبال مزيد من بواخر الحاويات والنقل العام.
وانخفض سعر صرف الدولار الأميركي قليلاً، حيث راوح هامش تداوله في السوق السوداء بين 6900 ليرة و7 آلاف ليرة، بعدما بلغ أمس 7300 ليرة تقريباً.
إلى ذلك، أعلن المدير العام لإدارة واستثمار مرفأ بيروت، باسم القيسي، رسو 21 باخرة في مرفأ بيروت في خلال أسبوع من 11 أغسطس/آب لغاية أمس الثلاثاء، منها 12 سفينة حاويات، و9 سفن بضائع مختلفة و6 بواخر دولية، أفرغت 3700 مستوعب و51 ألف طن من البضائع المختلفة”.
وقال القيسي إن “العمل عاد بصورة سريعة الى مرفأ بيروت وبوقت قصير جداً قياساً مع حجم الكارثة التي أصابت هذا المرفأ. وقد حصلنا على تقدير من المرافئ العالمية ولاسيما من مرفأ روتردام الذي ذهل أمام سرعة عودة مرفأ بيروت على الخارطة العالمية. وهو بات اليوم بجهوزية كاملة عالية لاستقبال البواخر، علماً أن الجزء الذي حصل فيه الانفجار ما زال خارج الخدمة بانتظار انتهاء القضاء من التحقيق. عملنا كان جباراً في فترة زمنية قصيرة جداً بفضل التعاون مع الجيش اللبناني”.
كلام القيسي جاء في خلال مؤتمر صحافي عقده صباح الأربعاء في مبنى الإدارة، بحضور أعضاء اللجنة الإدارية وأمين سره توفيق لطيف وممثل قيادة الجيش العميد الركن فؤاد عبيد، قائد فوج الأشغال المستقل العقيد الركن يوسف حيدر، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر وأمين سر نقابة موظفي وعمال مرفأ بيروت خليل زعيتر.
القيسي قال: “لقد شاهدتم حجم الدمار عبر وسائل الاعلام. وهنا لا بد أن أشكر موظفي وعمال مرفأ بيروت بأي موقع أو صفة كانوا، وموظفي ومشغلي محطة الحاويات، إنهم وعلى الرغم من شدة الألم والمصاب لفقد الأحبة من رفاقهم، كانوا منذ اليوم الأول بعد الكارثة يعملون على إزالة الركام وعلى إعادة الروح الى المرفأ”.
أضاف: “أخص بالشكر قائد الجيش العماد جوزف عون الذي وبعد تعييني بـ 18 ساعة وضع كل إمكانات الجيش اللبناني العظيم وبدون أية قيود أو حدود لما يحتاجه المرفأ. وهدفي الأسمى هو إعادة تشغيل التفريغ والتحميل للحفاظ على الاستيراد والتصدير، وتسهيل وصول المساعدات الغذائية والحفاظ على الأمن الغذائي بشكل لا يتعارض مع الاجراءات القضائية المتخذة على مسرح مكان الانفجار. وقام الجيش اللبناني أيضاً بإجراء عملية مسح إجمالي لتقدير حجم الأضرار”.
أضاف: “ومن الأمور التي قام بها الجيش اللبناني على سبيل المثال، تنظيف الحوض رقم “3” والأرصفة 11- 12- 13 والباحة رقم 3 التي أمنت دخول البواخر لتفريغ القمح والحديد. كما وطلبنا تنظيف الحوض الرابع والرصيف 14 و15 من الردم وقد تم رسو بواخر منذ أيام وأيضاً تنظيف الباحات ومحطة الحاويات العائدة لها”.
ثم تحدث قائد فوج الأشغال المستقل فعرض فيلماً عن الإنجازات التي قام بها الجيش اللبناني في المرفأ منذ حصول الكارثة، فأشار الى أن “عمل الجيش في المنطقة البعيدة عن مسرح الجريمة تناول تنظيف الباحات ورسم فكرة عن حجم الأضرار والدمار والبحث عن المفقودين بين الأنقاض بواسطة عناصره وبأعمال يدوية في بعض الأحيان وبالعسكر”. وقال: “لقد عاد المرفأ الى طبيعته وتصميمنا إعادة مرفأ بيروت الى ما كان عليه”.
أما العميد الركن عبيد فقال: “منذ اليوم الأول، عمل الجيش على تقدير الخسائر دون الدخول الى بقعة الانفجار، من الأهراء الى محطة الركاب والمنطقة الحرة، بالتوازي مع أعمال التنظيف على الأرصفة وفي محطة المستوعبات. هدفنا إعادة المرفأ الى عمله الفعلي”.
لجنة مراقبة هيئات الضمان
على خط مواز، لفتت لجنة مراقبة هيئات الضمان في بيان اليوم، الى إعلامها المؤمَّنين، أن “عدداً من الإعلانات والكتب الصادرة عن بعض شركات التأمين حول التعويض عن الأضرار المؤمنة نتيجة انفجار مرفأ بيروت تفتقر للدقة والوضوح”.
وأشارت الى أنها وجهت كتباً إلى “هيئات الضمان العاملة في لبنان كافة تعلمها بضرورة تغطية الأضرار المؤمنة الناتجة عن الانفجار وفق شروط ومنافع عقد الضمان الصادر عنها دون تأخير تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقها”، داعية كافة المؤمنين للاتصال بمكتب تلقي الشكاوى لدى اللجنة للاستفسار أو تقديم شكوى Whatsapp: 81999069، البريد الالكتروني: [email protected]”.