شكل ابتكار صيني يتيح زرع خلايا ذكية أكثر كفاءة ممّا هو متاح اليوم على هياكل السيارات الكهربائية بدلا من استخدام البطاريات، خطوة عملاقة يتوقع الخبراء أن تغيّر وجهة المنافسة بين المصنعين حول هذا الجزء الحساس في المركبات الصديقة للبيئة، خاصة وأنهم يكافحون منذ أشهر طويلة لتبديد مخاوف المستهلكين من استخدام هذا النوع من وسائل النقل الحديثة.
حوّلت شركة كونتمبراري أمبير إكس تكنولوجي الصينية (كاتل) أنظار المولعين بعالم السيارات إليها بعد أن كشفت قبل أيام عن مشروع لتطوير تكنولوجيا جديدة ستسمح بدمج خلايا البطاريات في هياكل المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية والتخلص من الأغلفة التقليدية التي تجعل البطاريات ضخمة.
ولا تزال تواجه السيارات الكهربائية تحديات شاقة لإقناع الناس بجدواها بسبب العمر الافتراضي لبطارياتها في ظل جنوح الحكومات لخفض الانبعاثات الضارّة بكوكب الأرض.
وفي خضم ذلك تترسخ لدى المختصين قناعة بأن البطارية باتت المعركة الفاصلة للسيطرة على سوق صناعة المركبات الصديقة للبيئة، بعد أن صار الشغل الشاغل للمطورين هو كيفية إيجاد حلول لإطالة عمر البطارية وجعل المستهلكين مقتنعين بجدوى هذه النوعية من المركبات التي ستغزو الطرقات في غضون سنوات.
وقد تدفع خطة الشركة الصينية، التي تأسست في 2011، والمتعلقة بدمج خلايا البطاريات في هياكل السيارات بهدف زيادة كمية الخلايا التي يتم تركيبها وبالتالي زيادة مداها، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة إلى المستهلكين، الشركات وخاصة الناشئة منها إلى العمل على الاستثمار في هذا المجال، الذي سيعطي لمحة عن كيفية تطور هذه الصناعة رغم كل الظروف.
ونقل موقع أوتوموتيف نيوز المعني بشؤون السيارات عن رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية زينغ يوكون القول خلال مؤتمر صناعي في ووهان، إن “التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تجعل مدى السيارة الكهربائية يصل إلى أكثر من 800 كيلومتر”.
ولم يذكر زينغ حينما أعلن عن هذا المشروع المبتكر الأسبوع الماضي ما إذا كانت الشركة تتعاون بالفعل مع إحدى شركات السيارات العالمية لتطبيق هذا التصميم الجديد، لكنه ذكر أن كونتمبراري، التي يقع مقرها في مدينة نينغدة، تتوقع إطلاق هذه التكنولوجيا قبل عام 2030.
ويعتقد بعض المتابعين أنها لن تخرج عن نطاق مجموعة من الكيانات تتشارك معها في الفكرة وتتعاون معها منذ فترة.
وعلى الأرجح فقد تتعاون الشركة الصينية مع تسلا لصناعة السيارات الكهربائية باعتبارها من أبرز موردي بطاريات الليثيوم المؤيّن للشركة الأميركية. وقد وقعت اتفاق شراكة مؤخرا مع شركة هوندا اليابانية للسيارات، كما تورد منتجاتها إلى مجموعتي فولكسفاغن ودايملر الألمانيتين لصناعة السيارات.
ويرى الكثير من المختصين أن هذه التكنولوجيا الجديدة في تصميم البطاريات ستحتم اشتراك الشركة المنتجة للبطاريات في تصميم السيارة الكهربائية من المراحل الأولى للتصميم.
وتعتمد شركات صناعة السيارات في الوقت الحالي على عقود التعهّد مع شركات صناعة البطاريات لكي تقوم هذه الأخيرة بتصميم البطارية وتجهيزها بما يتناسب مع التصميم الميكانيكي للسيارة الكهربائية.
وأكد زينغ، الذي يتوقع تفوق مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا على المبيعات في الصين خلال العام الحالي نظرا إلى تقليل الدعم الحكومي لمشتريات السيارات الكهربائية ببلاده، أن شركته تدرس في الوقت الحالي مجالات جديدة مثل إعادة تدوير البطاريات ووحدات تخزين الطاقة.
ورغم وباء كورونا شهدت الفترة الأخيرة تنافسا بين الشركات على دخول عالم الطاقة النظيفة في ظل تحديات مناخية تعصف بالكوكب، إذ بدأت الواحدة تلو الأخرى بالانتقال من سيارات الوقود الأحفوري إلى السيارات الهجينة أو الكهربائية.
ويخوض عمالقة القطاع في الشرق والغرب سباقا محموما لطرح نماذج من الموديلات الصديقة للبيئة من مختلف الطرازات التي لا تزال أسعارها مرتفعة بشكل كبير، ما يجعلها بعيدة عن متناول شريحة واسعة من الزبائن في العالم.
ومع التطور التكنولوجي المتسارع، تسعى الشركات إلى إيجاد حلول جديدة لإطالة عمر البطاريات بهدف توسيع قاعدة المشترين باعتبار أن الموديلات الكهربائية ستكون المسيطرة على الطرقات في المستقبل القريب.
وربما كانت حوادث سيارات تسلا دافعا قويا لكي يغير المطوّرون نظرتهم الضيقة إلى كيفية ابتكار بطارية لا تلحق ضررا بالسيارة قبل التفكير في سعتها وعمرها الافتراضي.
وحتى تلملم الفوضى التي خلفتها بطارياتها في أعقاب حريقين نشبا في مركبتين من موديل أس في مدينتي شنغهاي وهونغ كونغ الصينيتين، سارعت تسلا بإصدار تحديث للبرنامج الخاص ببطاريات سياراتها الكهربائية.
وأكدت الشركة حينها أنه بدافع الحذر، قامت بمراجعة معدّات الشحن والتحكم الحراري في سيارات الطرازين أس وإكس من خلال تحديث للبرمجيات من أجل المساعدة على توفير حماية أكبر للبطارية وزيادة عمرها.
وتثير مشكلة البطاريات في سيارات تسلا الكثير من الجدل، إذ منذ 2013 حصل ما لا يقل عن 15 حادث احتراق لمركبات الشركة، لكن معظم هذه الحوادث وقعت بعد الاصطدام.
واعتبر المختصون كشف شركة جنرال موتورز الأميركية خلال شهر مارس الماضي عن تطوير بطارية كهربائية فائقة القوة، تهديدا مباشرا لمنافستها المحلية تسلا.
وأعلنت الشركة، التي تتخذ من ولاية ميتشغان الأميركية مقرا لها، خلال حدث حينها، أنها ابتكرت بطارية توفر طاقة تشغل السيارة الكهربائية لمسافة تصل إلى 645 كيلومترا، ويمكن إنتاجها بتكلفة أرخص.
وهذا المستوى أكثر بنحو 15 كيلومترا من مسافة تقطعها سيارة موديل أس التي تسير بطاقة تشغيل لبطارية تسلا، مما يجعل الضغوط تتزايد على الشركة التي تحاول تثبيت أقدامها مرة أخرى.
وتهدف شركة صناعة السيارات العريقة إلى إحداث ثورة في مجموعة منتجاتها من خلال تقديم حزمة مميزة من السيارات الكهربائية الكاملة لجميع علاماتها التجارية الأساسية.
ونقل موقع رود شو الأميركي المتخصص في عالم السيارات عن المديرة التنفيذية للشركة ماري بارا قولها خلال حدث أقيم في مصنع جنرال موتورز في ديترويت “لقد وصلت قوة جنرال موتورز إلى مستوى المعايير الأوروبية”.
وأضافت أن “هدف الشركة هو النمو السريع لمبيعات السيارات الكهربائية مع جني الأموال من هذه العملية، رغم أنه أمر لم يكن إنجازا سهلا”.
وفي ديسمبر الماضي أعلن فريق علمي من جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في مدينة غوتنبرغ السويدية عن ابتكار سائل خاص يمكنه امتصاص طاقة الشمس وتخزينها لسنوات طويلة كوقود حراري.
ونشرت مواقع مختصة بالاكتشافات العلمية حينها مقطع فيديو يقول فيه رئيس الفريق كاسبر موث بولسن إن هذا السائل يعمل كبطارية قابلة لإعادة الشحن، ولكن بدلا من الكهرباء، تدخل أشعة الشمس وتخرج كحرارة عند الحاجة.
وأكد أن الابتكار الثوري يعتمد على أجزاء داخل السائل يمكنها امتصاص الطاقة، وهي تتكون من ثلاث مواد هي الكربون والهيدروجين والنيتروجين.
وأوضح بولسن حينها أن المادة سائلة وتكون في درجة حرارة الغرفة وتمتص طاقة الشمس وتخزنها ليتم إطلاقها لاحقا عند الحاجة إليها من خلال جهاز خاص، خلال فترة زمنية قد تمتد إلى 18 عاما.